آخر الأخبار

لا عودة لشلل الأطفال في الجزائر… الجزائر تطلق خطة أمن صحي شاملة للتلقيح

شارك
صحفية جزائرية مختصة في الشأن الوطني والتربوي و المجتمع
مصدر الصورة
الكاتب: نسيمة بن عيسى

لا عودة لشلل الأطفال… الجزائر تطلق خطة أمن صحي شاملة للتلقيح

الجزائرالٱن _ في وقت تحافظ فيه الجزائر على سجلٍّ شبه خالٍ من شلل الأطفال منذ ما يقارب ثلاثة عقود، تعود السلطات الصحية لتُشدّد على ضرورة رفع اليقظة الوبائية، بعد تأكيد ثلاث حالات فقط ظهرت مؤخّرًا في ولايات تڨرت وتمنراست وبرج باجي مختار، وجميعها لأطفال لم يتلقّوا أي جرعة تلقيح مسبقًا. ورغم هذه الحالات المعزولة، تباشر وزارة الصحة حملة تلقيح وطنية بداية من 30 نوفمبر الجاري في اطار الأيام الوطنية للتلقيح ضد شلل الأطفال ، تُوَجَّه كإجراء وقائي استباقي، وتهدف بالدرجة الأولى إلى تعزيز المناعة الجماعية ومنع أي احتمال لعودة المرض.

وحسب بيانات صادرة عن مديريات الصحة عبر الوطن فان الأيام الوطنية للتلقيح ضد شلل الأطفال ستنطلق ابتداءً من 30 نوفمبر 2025 إلى غاية 06 ديسمبر 2025 محذرة ان شلل الأطفال مرض خطير قد يسبب إعاقة دائمة… لكن الوقاية منه بسيطة وفعّالة عبر التلقيح!

وحسب ذات المصادر فانه ستستعمل خلال هذه الحملة اللقاحات الفموية nVPO2 الموجهة للأطفال من عمر شهرين إلى 59 شهراً.

تطمينات بفعالية اللقاح….

وطمانت ان اللقاح آمن وفعّال، ويُعد الوسيلة الأفضل لحماية أطفالنا ومنع عودة المرض.

وتنظم الحملة في اطار التنسيق بين وزارة الصحة و منظمة الصحة العالمية حملة تلقيح تشمل جميع الأطفال من 2 إلى 59 شهراً حيث اكدت مديريات الصحة ان جرعتان فقط كفيلتان بمنح الطفل مناعة قوية ضد مرض قد يرافقه مدى الحياة.

فالكثيرون حُرموا في طفولتهم من هذه القطرات البسيطة، ليجدوا أنفسهم كباراً على كراسٍ متحركة بلا ذنب.

دعوات الاولياء للاستجابة

وامام هذا دعت مديريات الصحة، جميع الأولياء إلى الإسراع في تلقيح أطفالهم حفاظاً على صحتهم وسلامتهم ومجتمع خالٍ من شلل الأطفال وكذا تعزيز المناعة الجماعية بالتقرب من وحدات التلقيح حال انطلاق الحملة وهذا تحت شعار” معاً نحو حملة تلقيح ناجحة لحماية أطفالنا.”

حقائق رئيسية حول شلل الأطفال

ونبهت مديرية الصحة بولاية الشلف الى من هم الأكثر عرضة؟ مشيرة أنه يصيب مرض شلل الأطفال الأطفال دون سن الخامسة بالدرجة الأولى، غير أنه قد يصيب أي شخص غير مُلقَّح مهما كان عمره.

مصدر الصورة

الأعراض والمخاطر

وشلل الأطفال مرض فيروسي شديد العدوى يهاجم الجهاز العصبي، وقد يتسبب في حدوث شلل تام خلال ساعات قليلة.

وينتقل الفيروس أساسا عن طريق التلوث بالبراز، وأحيانا عبر المياه أو الأطعمة غير النظيفة، حيث يتكاثر داخل الأمعاء.

وتظهر الأعراض الأولية على شكل: حمى، تعب وإرهاق، صداع، تقيّؤ، تصلّب الرقبة، آلام في الأطراف ويُصاب واحد من كل 200 شخص بعدوى الفيروس بشلل دائم غالبا في الساقين بينما يُسجل معدل وفاة يتراوح بين 5% و10% لدى المصابين بالشلل نتيجة توقف العضلات التنفسية عن العمل.

الوقاية هي الحل.

وحسب ذات المصادر فانه لا يوجد علاج لشلل الأطفال، لكن الوقاية ممكنة وفعّالة. إذ يوفّر لقاح شلل الأطفال، الذي يُعطى على شكل عدة جرعات، حماية مدى الحياة.

وتتوفر نوعان من اللقاحات:اللقاح الفموي لشلل الأطفال (OPV) واللقاح المعطّل لشلل الأطفال (IPV) وكلاهما آمن وفعال، ويتم استعمالهما كلٌ حسب الوضع الوبائي والبرامج الوطنية للتلقيح بهدف ضمان أفضل مستوى من الحماية للسكان.

3 حالات شلل لاطفال لم يلقحوا…

وقال في هذا الصدد الدكتور عبد الحكيم مصباح من ولاية برج بوعريرج للاسف، سجلت الجزائر ثلاث حالات مؤكدة لمرض شلل الاطفال poliomyélite في كل من توڨرت، برج باجي مختار و تمنراست،، و هو شلل دائم لا علاج له الا التلقيح والقاسم المشترك بينهم هو ان لا احد منهم تلقى تلقيحاته مشيرا انه ستكون في الايام المقبلة حملة لتلقيح جميع الاطفال دون استثناء البالغي خمس سنوات او اقل حتى الملقحين منهم.

وشدد المختص انه على الدولة الضرب بيد من حديد ضد كل من يشكك في فوائد التلقيح، للعلم اخر حالة شلل اطفال سجلت في بلادنا كانت عام 1996! بعني بسبب المشككين رجعنا ثلاثون سنة للوراء.

ونبه في هذا الصدد الدكتور عبد الحكيم مصباح ، اهمية الحملة الوطنية تعزيزية للقاح شلل الاطفال مشيرا الى من هم المعنيون بها؟ حيث قال كل الاطفال من عمر شهرين الى عمر 4 سنوات و 11 شهر . حتى من عملوا جميع التلقيحات يجب ان يلتحقوا بالحملة، الجميع دون استثناء

ونبه ان الفئة المعنيّة بالتلقيح الإضافي (الجرعة التعزيزية):

كل الأطفال المولودين بين:

17 ديسمبر 2020 إلى

17 سبتمبر 2025 والمكان على مراكز التلقيح الاعتيادية.

وطمأن ان هذا اللقاح آمن، مجاني، وهدفه الأساسي حماية أطفالنا من رجوع فيروس الشلل المنتشر حالياً في عدة دول.

أطباء يحذرون من التهاون مع التلقيح…

يأتي هذا في الوقت أكّد الأطباء المختصون عبر حصة برنامج “صحتى” تحسيسي بالاذاعة الجزائرية ، من تقديم الصحفي مصطفى بن عمر، ممثلين في كل من البروفسور أحمد_ناصر مصمودي مختص طب الأعصاب رئيس اللجنة الوطنية للشهادة بالخلو من شلل الأطفال، والدكتورة نسيمة ساعي مكلفة بالبرنامج الوطني للتلقيح و مكافحة شلل الأطفال وزارة الصحة والدكتورة سعاد مسعودي مختصة في علم الأوبئة و الطب الوقائي بمديرية الصحة ولاية تڤرت والدكتور نبيل ليزيدي مدير المرصد الجهوي للصحة و الأمراض الإستوائية ، تامنراست، أن الحالات الثلاث المؤكدة لمرض شلل الأطفال التي عادت إلى الظهور من جديد في الجزائر ، هي كلها حالات لم تتلق أية جرعة من اللقاح.

و حسب ما نقله تقرير عن البرنامج، فات هذه الحالات التي ظهرت في تڤرت، تامنراست و برج باجي مختار، تعرضت لمضاعفات خطيرة و شلل مدى الحياة للأسف بسبب التهاون .

و تؤكد المنظمة العالمية للصحة OMS أن ظهور حالة واحدة فقط في أي بلد، يُعتبر حادثًا صحيًا خطيرًا جدًا ويُعامل كـ طارئ وبائي، لأن شلل الأطفال هو مرض شديد العدوى. و عند العثور على حالة واحدة، يعني أن الفيروس قد أصاب مابين 100 و 200 شخص دون أعراض.

مصدر الصورة

ونقل هؤلاء الاطباء ان الفيروس إذا دخل جسم لرضيع دون أن يكون ملقحا سيتكاثر في الأمعاء و يتجه مباشرة إلى الدماغ، و يمكن أن يسبّب عدة أنواع من الشلل، تختلف حسب شدة الإصابة والمنطقة المتضررة من الجهاز العصبي ومنها: الشلل الرخو الحاد: الذي يصيب العضلات، وهو الشكل الأكثر شهرة والأكثر خطورة وكذا الشلل النخاعي: الذي يصيب عضلات الأطراف السفلى خصوصا.

كما أشار الاطباء الى الشلل البصلي: و هو نوع قاتل لأنه يصيب جدع الدماغ و ينتج عنه شللا في عضلات التنفس و البلع و الكلام مؤكدين أنه لا حل لمواجهة هذا المرض إلا بالتلقيح. و بفضله تمكنت الجزائر من القضاء نهائيا عليه. و كانت آخر حالة سجلت سنة 1996.

الجزائر تحوز على شهادة الخلو من شلل الأطفال سنة 2016

وكما شدد الاطباء أنه بفضل نجاعة البرنامج الوطني للتلقيح، حازت الجزائر على شهادة الخلو من شلل الأطفال سنة 2016.

و لهذا السبب قررت وزارة الصحة تنظيم حملة وطنية لتلقيح كل الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين شهرين و 5 سنوات ضد الشلل، على ثلاث فترات حيث ما اكده هؤلاء الاطباء اي من 30 نوفمبر إلى 06 ديسمبر و من 21 إلى 27 ديسمبر و خلال شهر جانفي 2026.

وحسب ذات المصادر فانه تمس الحملة كل الأطفال و لو كانوا ملقحين من قبل، لتعزيز مناعتهم لمواجهة أي فيروس يكون يسري في المحيط و التلقيح يكون في كل مراكز الوطن بصفة مجانية طبعا.

وحذروا أن كل تهاون في التلقيح سيكلّفنا غاليا، لأن الإصابة لا ترحم، و الإعاقة تكون مدى الحياة، و إذا كانت الإصابة في عضلات الجهاز التنفسي قد يكون المصير هو الموت.

مصدر الصورة

الوقاية منه بسيطة وفعّالة عبر التلقيح..

هذا ونبه كل من الدكتور بيروك والدكتورة زموري لولاية الشلف من ان شلل الأطفال مرض خطير قد يسبب إعاقة دائمة… لكن الوقاية منه بسيطة وفعّالة عبر التلقيح!

وشدد الطبيببان ان التلقيح ضد شلل الأطفال مهم جدًا لأنه يحمي الأطفال من مرض خطير قد يسبب شللاً دائماً أو وفاة ويمنع انتشار الفيروس في المجتمع حتى لو كان بعض الأطفال غير ملقحين كما يساهم في القضاء على المرض عالميًا كما حدث في معظم دول العالم ، ناهيك أنه يعزز مناعة الجماعة ويقلل ظهور حالات فيروسية مشتقة من اللقاح عند تحقيق تغطية عالية .

اجماع ان اللقاح هو الوسيلة الأقوى والأكثر أمانًا لحماية الأطفال والمجتمع

تجدر الاشارة حسب اجماع الاطباء ان اللقاح هو الوسيلة الأقوى والأكثر أمانًا لحماية الأطفال والمجتمع من شلل الأطفال بالنظر أنه يصيب مرض شلل الأطفال الأطفال دون سن الخامسة بالدرجة الأولى، غير أنه قد يصيب أي شخص غير مُلقَّح مهما كان عمره.

مصدر الصورة

كما ان شلل الأطفال مرض فيروسي شديد العدوى يهاجم الجهاز العصبي، وقد يتسبب في حدوث شلل تام خلال ساعات قليلة.

و دعا الدكتور الاطفال يحياوي من تيزي وزو الاولياء الى التجاوب مع الحملة الوطنية للتلقيح ضد شلل الأطفال ، حفاظًا على صحة أطفالهم وتعزيزًا للمناعة المجتمعية وهو ما دعت اليه ايضا جمعية الاطفال للشلل الدماغي ولاية الجزائر وحتى منظمة حماية المستهلك التي دعا حسب رئيسها مصطفى زبدي الى اهمية التلقيح مدعما دعوته بتحذيرات الاطباء.

تجدر الاشارة أنه في إطار الجهود الرامية إلى تعزيز الوقاية ومكافحة الأمراض المتنقلة، عقد المدير العام للوقاية وترقية الصحة، الدكتور جمال فورار، ندوة صحفية منذ ايام حيث استعرض خلالها الوضعية الوبائية الراهنة والتدابير الوقائية المعتمدة في هذا المجال، وذلك بحضور المدير العام للمعهد الوطني للصحة العمومية البروفيسور عبد الرزاق بوعمرة، والمدير العام لمعهد باستور الجزائر الدكتور فوزي درار، والبروفيسور إلياس أخاموخ رئيس مصلحة الأمراض المعدية بولاية تمنراست،و ممثلة الوكالة الوطنية للأمن الصحي الدكتورة فلة أوجيدة.

فورار:”الأمراض المتنقلة ما تزال تشكّل تحديا حقيقيا للصحة العمومية”

وأكد الدكتور فورار أن الأمراض المتنقلة ما تزال تشكّل تحديا حقيقيا للصحة العمومية، بالرغم من حالة الاستقرار المسجّلة، لا تزال تُسجَّل حالات متفرقة من داءي الدفتيريا والملاريا.

وأوضح المدير العام للوقاية أن وزارة الصحة وضعت استراتيجية وطنية للوقاية من الأمراض المتنقلة ، بإشراك مختلف القطاعات المعنية، وتشمل هذه الاستراتيجية ما يلي:

تطوير أنظمة المراقبة والإنذار والاستجابة السريعة، تقييم المخاطر من طرف اللجان والخبراء المختصين، نشر مذكرات و تعليمات تقنية محدثة تتعلق بالتشخيص والمراقبة ومكافحة الأوبئة،

كما تشمل الاستراتيجية تعزيز قدرات التشخيص والاستجابة الميدانية من خلال تكوين فرق متخصصة والإشراف الدوري عليها،

و توفير الأدوية واللقاحات وضمان وجود مخزون احتياطي آمن.

وزارة الصحة تعزز المراقبة الصحية

وخلال ذات الندوة ، شدّد الدكتور جمال فورار على أن المراقبة الوبائية تُعدّ ركيزة أساسية في منظومة الوقاية الصحية، إذ تعتمد على القائمة المحدَّثة للأمراض الواجب التبليغ عنها، وتُؤمَّن من قبل المعهد الوطني للصحة العمومية والمديرية العامة للوقاية وترقية الصحة.

وأشار إلى أن هذه المنظومة تهدف إلى ضمان ردٍّ عملي وسريع واستباقي في مواجهة الأخطار الوبائية، حتى فيما يخص الأمراض المسجَّلة على المستوى العالمي، وذلك من خلال تأهيل الطواقم الطبية وتوفير البيانات الدقيقة لاتخاذ القرارات الصحية الصائبة.

كما أكد الدكتور فورار أن الكشف المبكر والتحليل الآني والاستجابة السريعة تمثل شروط النجاح الأساسية لأي استراتيجية فعّالة في مجال مكافحة الأمراض المتنقلة، والتي تتطلب تنسيقًا متعدد القطاعات، مشيرًا في السياق ذاته إلى أن الوقاية تبقى الوسيلة الأنجع للحماية، من خلال التلقيح، والتثقيف الصحي، ومكافحة النواقل.

تلقيح مليونين طفل في 19 ولاية جنوبية

كما تطرق الدكتور جمال فورار إلى النتائج الإيجابية التي سجلها برنامج التلقيح الوطني، مؤكدا أن نسبة التغطية بالتطعيم ضد شلل الأطفال والدفتيريا بلغت مستويات عالية على المستوى الوطني، وهو ما يعكس نجاح الاستراتيجية الوقائية التي تنتهجها وزارة الصحة لضمان حماية الأطفال والمجتمع من الأمراض المعدية الخطيرة حيث تم تلقيح ضد شلل الاطفال خلال الفترة الممتدة من 2023 الى 2024 ، 2.287.901 طفلا خلال حملتي تلقيح ضمت 19 ولاية من الجنوب.

كما تم تلقيح 84.370 شخصا على مستوى ولاية سكيكدة ضد الدفتیریا فيما تم تلقيح كذلك 43.197 شخصا على مستوى ولاية عين الدفلى وذلك إلى غاية 11 نوفمبر 2025 .و تتواصل جهود المراقبة و الكشف المبكر عن الأمراض من طرف فرق الطب الوقائي و الوبائي .

من جهته، أوضح رئيس مصلحة الأمراض المعدية بمستشفى تمنراست، البروفيسور إلياس أخاموخ، أنه رغم عدم تسجيل أي حالة كوليرا إلى حد الآن، إلا أنه تم تفعيل جهاز اليقظة نظرًا لتمركز المرض في بعض الدول المجاورة، مضيفًا أنه تم تكوين جميع أطباء الولاية للتعامل مع أي طارئ.

وفي السياق ذاته، ذكر البروفيسور أخاموخ أن ولاية تمنراست تُعدّ الأولى في الجزائر من حيث عدد حالات الملاريا والدفتيريا، كونها بوابة دخول الأجانب .

وبهذه المناسبة، كشف رئيس المصلحة أنه تم إشراك الأجانب في حملات التلقيح، حيث تم تلقيح من سنة د 2023 الى 2025، 33.000 شخص من جنسية اجنبية ، وذلك لحمايتهم وحماية المواطنين من الأمراض المعدية.

لقراءة المقال كاملا إضغط هنا للذهاب إلى الموقع الرسمي
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا