آخر الأخبار

الاتصالات الفضائية ببغزول : رافعة إستراتيجية للجزائر لمواجهة أي سيناريو طارئ

شارك
بواسطة محمد بلقور
مصدر الصورة
الكاتب: محمد بلقور

● الاتصالات الفضائية ببغزول : رافعة إستراتيجية للجزائر لمواجهة أي سيناريو طارئ

الجزائرالٱن _ في عالم تتزايد فيه رهانات السيطرة على الفضاء الرقمي بقدر ما تتصاعد التهديدات الموجهة للبنى التحتية الحيوية للدول، تتحرك الجزائر بخطوات محسوبة نحو بناء منظومة اتصالات فضائية أكثر استقلالية وصلابة.

فالمعارك الحديثة لم تعد تُخاض فقط على الأرض، بل على مستوى المدار والبيانات والاتصال؛ حيث أصبحت قدرة أي دولة على حماية قنواتها السيادية شرطًا أساسيًا للأمن الوطني والجاهزية الاستراتيجية.

مصدر الصورة

وفي هذا السياق، يمثل وضع حجر الأساس لمركز الاتصالات الفضائية الازدواجي ببغزول أكثر من مشروع تقني أو توسعة هندسية؛ إنه جزء من تحول عميق في فلسفة الدولة تجاه أمنها الرقمي، وخطوة تعزز قدرة الجزائر على مواجهة الانقطاعات، الهجمات السيبرانية، ومحاولات استهداف شبكاتها الحساسة.

وبهذه الخطوة، ترسل الجزائر رسالة واضحة مفادها أنها تتجه نحو بناء منظومة فضائية محكمة، قائمة على الوفرة التشغيلية والاحتياط الاستراتيجي، بما يضمن استمرار خدماتها الحيوية مهما كانت السيناريوهات.

مصدر الصورة

● الوزير زروقي يضع رسميا حجر الأساس

هذا، وقد أشرف وزير البريد والاتصالات السلكية واللاسلكية، سيد علي زروقي، على وضع حجر الأساس لمركز الاتصالات الفضائية الازدواجي التابع لمؤسسة الجزائر للاتصالات الفضائية (ATS) بالقطب الحضري ببغزول في ولاية المدية.

ويُعد هذا المشروع محطة مفصلية ضمن مسار الدولة لتعزيز أمن شبكاتها الرقمية وتحصين البنية التحتية الوطنية أمام التحولات السريعة في عالم التكنولوجيا والاتصال الفضائي.

مصدر الصورة

● بوعياد يوسف: المركز الرديف ضمانة لحماية الخدمات الحيوية واستمراريتها

أكد بوعياد يوسف، رئيس القسم التجاري بمؤسسة الجزائر للاتصالات الفضائية، في تصريح لصحيفة الجزائر الآن الالكترونية ، أن المشروع لا يُعد مجرد توسعة تقنية، بل يمثل “رافعة استراتيجية لرفع جاهزية الدولة في مواجهة أي سيناريو طارئ”.

وأوضح أن المركز الجديد سيعمل كقاعدة احتياطية لمركز الأخضرية بولاية البويرة، اعتمادًا على نظام التكرار (Redundancy) الذي يضمن استمرارية الخدمات الفضائية الحيوية في الحالات الاستثنائية.

وتشمل هذه الخدمات قطاعات حساسة تعتمد على الاتصال الفضائي لضمان استقرار نشاطها، مثل الطاقة، النقل، الأمن، والخدمات الرقمية ذات الطابع السيادي.

وأشار بوعياد إلى أن اختيار موقع بغزول جاء نتيجة “دراسة تقنية دقيقة” شملت انخفاض النشاط الزلزالي، توفر شبكة ألياف بصرية متطورة، سهولة الوصول عبر الطريق السيار شفة–بغزول، إضافةً إلى قربه من الوكالة الفضائية الجزائرية، ما يعزز التنسيق المؤسسي في مجال الفضاء والاتصالات.

● استثمار وطني ضخم لتعزيز القدرات الاتصالية

يمتد المشروع على مساحة تفوق 30 ألف متر مربع، بتمويل قدره مليار دينار جزائري، في إطار رؤية حكومية تهدف إلى تعزيز وسائل الاتصال السيادي وتطوير منظومة الردع المعلوماتي.

ومن المتوقع أن يوفر المشروع أكثر من 100 منصب شغل خلال فترة الإنجاز، إضافة إلى مناصب دائمة في مجالات الهندسة، البحث والتطوير، الذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء بعد دخوله الخدمة.

● انعكاسات استراتيجية تتجاوز البعد التقني

يرى بوعياد يوسف أن أهمية المشروع لا تقتصر على الجانب الهندسي، بل تمتد إلى تعزيز موقع الجزائر كفاعل إقليمي في مجال الاتصالات الفضائية، بما ينسجم مع توجهات الدولة في دعم برامج الرقمنة، الفلاحة الذكية، الري عن بعد، وإدارة الأساطيل.

كما سيسهم المشروع في تنشيط الحركة الاقتصادية ببغزول واستقطاب الكفاءات الشابة نحو تخصصات هندسية جديدة، ما يدعم ديناميكية التنمية المحلية والابتكار التقني.

● رؤية متكاملة لترسيخ السيادة التكنولوجية

ويؤكد المتحدث أن الجزائر، عبر هذا النوع من المشاريع، ترسّخ سياسة اتصالية جديدة تقوم على حماية شبكاتها الحيوية، رفع جاهزيتها السيبرانية، وتعزيز استقلاليتها الرقمية.

وهي توجهات تتماشى مع أولويات الدولة في بناء منظومة تكنولوجية قوية قادرة على مواكبة التحولات العالمية ومتطلبات الاقتصاد الرقمي.

وبهذه الخطوة، تواصل الجزائر وضع أسس استراتيجية متكاملة تعزز أمنها المعلوماتي وترسخ حضورها التكنولوجي في المنطقة، ليشكل مركز الاتصالات الفضائية ببغزول لبنة جديدة في مشروع وطني أوسع للسيادة الرقمية.

شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا