آخر الأخبار

إريك زمور يصاب بالهستيريا بعد الإفراج عن صنصال

شارك
بواسطة محمد،قادري
صحفي جزائري مختص في الشأن السياسي الوطني و الدولي .
مصدر الصورة
الكاتب: محمد،قادري

إريك زمور يصاب بالهستيريا بعد الإفراج عن صنصال

الجزائرالٱن _ يبدو أن السياسي الفرنسي المثير للجدل إريك زمور يعيش حالة من الهيجان السياسي بعد القرار السيادي الذي اتخذه رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون بالإفراج عن الكاتب بوعلام صنصال استجابةً لطلب إنساني من الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير. فبدل أن يتعامل مع الحدث بعقلانية وهدوء رجل دولة، اختار زمور مرة أخرى أن يُفرغ عقده القديمة تجاه الجزائر في تغريدة تعكس حقدًا دفينًا أكثر مما تعبّر عن رأي سياسي متزن.

الغيرة الدبلوماسية الفرنسية تتجسد في تغريدة

زمور، المعروف بخطابه الشعبوي وعدائه المرضي للجزائر والعرب والمسلمين، كتب على منصة “إكس” أن “ألمانيا نجحت فيما لم يتمكن القادة الفرنسيون من تحقيقه أبدًا”، مضيفًا أن فرنسا أصبحت “ضعيفة أمام الجزائر”.

هذه العبارات، التي أرادها هجومًا على الحكومة الفرنسية، كشفت في الواقع عن الغيرة الفرنسية من المكانة التي باتت تحتلها الجزائر في محيطها الدبلوماسي، وعن مرارة تيار اليمين المتطرف الذي يرفض أن يرى الجزائر وهي تفرض احترامها على العواصم الأوروبية.

هستيريا الخيبة من فقدان النفوذ

من يقرأ كلمات زمور يدرك أن ما يثير جنونه ليس ملف كاتب أُفرج عنه، بل تحوّل موازين القوة. فالجزائر اليوم لم تعد تلك الدولة التي يمكن توبيخها أو الضغط عليها ببيانات وتصريحات من باريس. بل أصبحت شريكًا يُحسب له حساب في معادلات الطاقة والأمن والهجرة، وصوتًا مسموعًا في إفريقيا وأوروبا على حد سواء.

تصريحات زمور ليست سوى انعكاس لفقدان فرنسا زمام المبادرة أمام دبلوماسية جزائرية واقعية وحازمة، تعرف متى تُصغي ومتى تفرض شروطها، وتتعامل مع القضايا وفق مبدأ الندية لا التبعية.

الخطاب الاستعلائي يفقد بريقه

إريك زمور يمثل اليوم صوتًا متهالكًا من بقايا المدرسة الكولونيالية التي ما زالت تحلم بجزائر خاضعة لإملاءات باريس. لكن العالم تغيّر، والجزائر تغيّرت، وما لم يدركه زمور هو أن الحديث بلغة الاستعلاء لم يعد يجلب سوى السخرية.

حين يصف فرنسا بالضعيفة أمام الجزائر، فهو في الواقع يعترف ضمنيًا بقوة الموقف الجزائري وصلابته. إن ما يسميه “ضعفًا” هو في الحقيقة عجز باريس عن تقبّل واقع جديد، تتعامل فيه الجزائر بندّية تامة مع القوى الكبرى، وتفرض منطقها السيادي في كل الملفات.

النجاح الألماني… صفعة لغرور باريس

ما يزعج زمور أكثر هو أن الوساطة الألمانية نجحت فيما عجزت عنه الدبلوماسية الفرنسية رغم تاريخها الطويل مع الجزائر. فالقرار الجزائري بالإفراج عن صنصال لم يكن رضوخًا لأي ضغط، بل تجاوبًا إنسانيًا راقيًا مع مبادرة ألمانية محترمة.

هذه الصفعة الدبلوماسية أعادت إلى زمور ورفاقه في اليمين المتطرف ذكريات فقدان النفوذ الفرنسي في إفريقيا والساحل، وأيقظت لديهم عقدة “الهيمنة المفقودة”. لذلك تحوّلت تغريدته إلى صرخة غضب لا علاقة لها بالمبادئ بقدر ما تعبّر عن مرارة الخسارة.

الجزائر.. عقدة اليمين الفرنسي الأبدية

زمور لم يهاجم الجزائر اليوم فقط؛ بل يهاجمها كلما سنحت له الفرصة. في خطبه ومناظراته، يحمّلها مسؤولية خيالية عن كل أزمة تعيشها فرنسا: من الهجرة إلى الهوية مرورًا بالأمن والاقتصاد. الجزائر بالنسبة إليه ليست دولة مستقلة، بل شبحٌ يطارده منذ أن لفظ التاريخ الاستعمار الفرنسي خارج أبوابها.

لكن الجزائر لم تعد ترد على هذا النوع من الخطاب. فهي اليوم تنظر إلى أمثال زمور كأصوات تنتمي إلى الماضي، عاجزة عن فهم التحولات الجارية في العالم.

بين الواقعية الجزائرية والهستيريا الزمورية

بينما تُراكم الجزائر نجاحاتها الدبلوماسية، وتفتح قنوات جديدة للتعاون مع شركاء أوروبيين على أساس الاحترام المتبادل، يواصل زمور الغرق في خطابه العدائي الذي لا يجلب لفرنسا سوى العزلة والتوتر.

الفرق بين الموقفين واضح: الجزائر تتصرف بثقة وهدوء، أما زمور فيصرخ لأن صمته أصبح اعترافًا بالعجز.

عقدة زمور… وواقع الجزائر الجديدة

ما قاله زمور ليس جديدًا، لكنه يؤكد مرة أخرى أن الجزائر أصبحت معيارًا يقيس به اليمين الفرنسي ضعفه. لقد انتهى زمن الإملاءات، وبدأ زمن السيادة المتبادلة. والذين لم يستوعبوا بعد أن الجزائر اليوم دولة حرة، مستقلة، وفاعلة في محيطها، سيظلون أسرى عقدهم التاريخية.

زمور يمكنه أن يصرخ كما يشاء، لكن الجزائر ماضية في طريقها، بثبات الدول الواثقة، لا تهزها تغريدات ولا تزعجها عقدة المستعمر القديم.

شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا