آخر الأخبار

40 ألف طفل وتلميذ مريض بالسكري وأكثر من 400 ألف مصاب بالتوحد في الجزائر

شارك
صحفية جزائرية مختصة في الشأن الوطني والتربوي و المجتمع
مصدر الصورة
الكاتب: نسيمة بن عيسى

40 ألف طفل وتلميذ مريض بالسكري وأكثر من 400 ألف مصاب بالتوحد في الجزائر

الجزائرالٱن _ في إطار الاهتمام المتزايد بصحة الأطفال في الجزائر، كشفت وزارة الصحة، في ردها على سؤال كتابي موجه إلى الوزير الأول، عن تفاصيل دقيقة تتعلق بواقع التكفل بالأطفال المصابين بداء السكري واضطراب طيف التوحد، والإجراءات المتخذة لتحسين نوعية الرعاية الصحية والاجتماعية لهذه الفئات الحساسة من المجتمع.

داء السكري عند الأطفال.. انتشار متزايد وجهود مكثفة للرعاية

أوضحت الوزارة أن داء السكري من النوع الأول لدى الأطفال يعد من الأمراض المزمنة الناتجة عن خلل في الجهاز المناعي يؤدي إلى تدمير الخلايا المنتجة للأنسولين في البنكرياس، ما يجعل الجسم عاجزًا عن إنتاج الكمية الكافية منه. وأظهرت دراسة وطنية أجريت بين عامي 2010 و2020 على أطفال دون سن الخامسة عشرة أن متوسط معدل الإصابة السنوي بلغ 26.2 حالة لكل مئة ألف طفل، مع تسجيل ما يقارب 3419 حالة جديدة سنويًا.

وأشارت الإحصاءات الحديثة إلى أن الجزائر تُصنف ضمن الدول العشر الأولى عالميًا من حيث عدد الإصابات بالسكري عند الأطفال، حيث يبلغ عدد الأطفال المؤمن عليهم والمكفولين من طرف صناديق الضمان الاجتماعي حوالي 40,843 طفلًا.

وللتكفل بهذه الفئة، تم توفير الأدوية والمستلزمات الطبية الضرورية مجانًا، إلى جانب تعزيز الكفاءات الطبية المتخصصة، إذ يضم القطاع الصحي الوطني 382 طبيبًا مختصًا في علاج السكري عند الأطفال. كما تنظم الوزارة حملات تحسيسية للكشف المبكر والتوعية بنمط العيش الصحي، إضافة إلى دورات تكوينية للأطباء حول التشخيص والعلاج والتربية العلاجية.

وقد ساهمت هذه الإجراءات في تقليص المضاعفات الصحية الخطيرة، إذ تراجعت نسبة الحمض الكيتوني في دم الأطفال المصابين من 78% إلى 12% خلال ثماني سنوات فقط. كما يواصل الضمان الاجتماعي تغطية تكاليف العلاج والأدوية بنسبة 100% عبر بطاقة الشفاء دون أعباء مالية على الأسر.

اضطراب طيف التوحد.. نحو استراتيجية وطنية شاملة

فيما يتعلق باضطراب طيف التوحد، بينت الوزارة أن هذا الاضطراب العصبي التطوري يظهر عادة قبل سن الثالثة، ويتسبب في صعوبات في التواصل والتكيف الاجتماعي. وتشير التقديرات إلى وجود أكثر من 400 ألف مصاب في الجزائر، مع احتمال ارتفاع الأرقام مستقبلًا.

ولتحسين التكفل بهذه الفئة، تم تنظيم دورات تكوينية منذ عام 2006 لتأهيل الأطباء في مجال الأمراض العقلية الخاصة بالأطفال، كما انطلقت سنة 2013 أول دفعات الأطباء المتخصصين في هذا المجال، وتخرجت الدفعة الأولى عام 2017. وشملت الجهود أيضًا تدريب المكونين والأولياء حول طرق التشخيص والعلاج والمرافقة الأسرية.

من الناحية التنظيمية، أُنشئت اللجنة الوطنية متعددة القطاعات للتوحد بموجب القرار رقم 64 الصادر في 6 نوفمبر 2016، وتفرعت عنها ثلاث لجان فرعية تعنى بالتكفل الصحي والاجتماعي، والتكوين، والدراسة الوبائية. كما أجريت دراسات ميدانية في ست مصالح استشفائية جامعية مختصة لرصد واقع المرض وظروف التكفل بالمصابين.

وتُوجت هذه الجهود بإعداد المخطط الوطني للتوحد، الذي يركز على أربعة محاور رئيسية: الرعاية الصحية الشاملة، التكوين والبحث، الاتصال والإعلام، ودعم العائلات على المستويين التربوي والنفسي. وقد تم عرض هذا المخطط خلال اجتماعات الحكومة ومجلس الوزراء سنة 2025، مع الشروع في إعداد قرار وزاري لتشكيل لجنة وطنية مكلفة بمتابعة تنفيذه وتقييم نتائجه.

نحو تحسين مستمر للرعاية الصحية للأطفال

وأكدت وزارة الصحة في ختام ردها أن العمل متواصل لتحديث وسائل التشخيص والرعاية، بما في ذلك دراسة إمكانية تعميم أجهزة قياس السكر بدون وخز للأطفال وإدراجها ضمن قائمة التعويضات الصحية، في إطار مقاربة متعددة القطاعات تضمن فعالية وجودة أكبر في الخدمات الطبية المقدمة للأطفال المصابين بالأمراض المزمنة.

شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا