خطف السفير البريطاني في الجزائر جيمس داونر الأضواء بعد مشاركته في رحلة مشي على الأقدام بين جبال جرجرة، برفقة مجموعة من محبي الطبيعة من تنظيم فريق Djura Hikers.
ووصف السفير في منشور على فيسبوك التجربة بأنها “لا تنسى”، معبرًا عن امتنانه للمشاركين والمنظمين والسلطات الأمنية التي رافقت الحدث، مؤكدًا تطلعه للمشاركة في جولات جديدة مستقبلًا.
وأبرز السفير في منشوره روح التعاون والبهجة التي سادت بين المشاركين، مشيدًا بالتنظيم المحكم والدعم الميداني من السلطات، ما يعكس صورة إيجابية عن الجزائر وسياحتها الجبلية الصاعدة.
ويعبر هذا الموقف الإنساني عن دبلوماسية القرب التي اختارها جيمس داونر، إذ يفضل الابتعاد عن البروتوكول الرسمي والانخراط في الحياة اليومية للمجتمع الجزائري لفهمه عن قرب.
ويعد جيمس داونر من أبرز الدبلوماسيين البريطانيين الذين خدموا في مناطق حساسة بالشرق الأوسط، حيث شغل مناصب مهمة مثل نائب رئيس البعثة في بغداد ونائب القنصل العام في القدس قبل أن يعين سفيرًا للمملكة المتحدة في الجزائر في جانفي 2025.
ويركز في مهمته الحالية على تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية بين البلدين، إلى جانب دعم التعاون الجامعي والتبادل الإنساني.
أما جبال جرجرة، التي كانت مسرح هذه المغامرة، فهي من أبرز الكنوز الطبيعية في الجزائر . تقع في قلب منطقة القبائل وتمتد على أكثر من 100 كيلومتر ضمن سلسلة الأطلس التلي، وتصل قمتها إلى 2308 أمتار عند جبل لالة خديجة.
وتضم جرجرة غابات كثيفة من الأرز والبلوط والصنوبر، إلى جانب حيوانات نادرة كقرد المكاك البربري والنسر الملكي، مما جعلها تصنف حديقة وطنية عام 1983 ثم محمية محيط حيوي من اليونسكو عام 1997.
وتعد هذه المنطقة رمزًا للهوية القبائلية الجزائرية وفضاء للحرية والمقاومة، حيث تتجسد فيها علاقة فريدة بين الإنسان والطبيعة.
ومع تنامي الاهتمام بالسياحة الجبلية في الجزائر، تزايدت مبادرات مثل Djura Hikers التي تنظم رحلات آمنة وصديقة للبيئة لفئات متنوعة من الزوار، ما جعل الجرجرة وجهة مفضلة لعشاق المغامرة والتأمل في جمال الطبيعة.
يبقى أن مشاركة السفير البريطاني في هذه الرحلة تمثل رسالة صداقة واحترام للجزائر وشعبها، وتجسد رؤية حديثة للدبلوماسية تقوم على الانفتاح والتفاعل الإنساني، بعيدًا عن المكاتب الرسمية. وهي خطوة تعكس كيف يمكن للطبيعة أن تكون جسرًا لتعميق التفاهم بين الشعوب.
المصدر:
الإخبارية