أظهرت دراسة علمية حديثة أن تناول الخبز في كل وجبة يمكن أن يترك آثارًا عميقة على الجسم، تختلف بحسب نوع الخبز وجودته.
وحللت الدراسة التي نشرت في مجلة Advances in Nutrition تأثير الخبز اليومي على تنظيم نسبة السكر في الدم، لتخلص إلى نتيجة واضحة، بأن الخبز الكامل والمعزز بالألياف مفيد، أما الأبيض المكرر فقد يكون خطيرًا.
وكشفت الدراسة، التي اعتمدت على 22 تجربة سريرية وشملت أكثر من 1000 مشارك، أن الخبز المصنوع من الحبوب الكاملة أو الغني بالألياف يساعد على خفض مستويات الغلوكوز في الدم، خصوصًا لدى مرضى السكري من النوع الثاني. وسجل الباحثون انخفاضًا بلغ 0.21 مليمول/لتر في معدل السكر لدى الأشخاص الأصحاء، وبلغ الانخفاض 0.68 مليمول/لتر لدى مرضى السكري.
كما أوضح الباحثون أن التركيبة الغذائية للخبز هي العامل الأهم، وليس الكمية المستهلكة، إذ لم تلاحظ تحسنات ملموسة في مؤشرات أخرى مثل الإنسولين أو الكولسترول أو معدل HbA1c، وهو المؤشر الذي يقيس معدل السكر على المدى الطويل.
وأشار فريق البحث إلى أن الخبز الأبيض، بسبب مؤشره الغلايسيمي المرتفع، يؤدي إلى ارتفاع سريع في مستويات الإنسولين ثم انخفاضها المفاجئ، مما يسبب الجوع السريع واضطراب التوازن الطاقوي.
ومع الاستهلاك اليومي المتكرر، يصبح الجسم أكثر عرضة لزيادة الوزن ومقاومة الإنسولين، وهو ما يعتبر مدخلًا صامتًا نحو أمراض مزمنة مثل السكري والسمنة.
ودعا الباحثون لتفادي هذه المخاطر، إلى اختيار أنواع الخبز المصنوعة من الحبوب الكاملة أو شبه الكاملة، وإلى تفضيل الخبز الذي يحتوي على ألياف وغلال كاملة مرئية، أو الذي أُضيفت إليه مكونات طبيعية مفيدة مثل البيتا غلوكان المستخلص من الشوفان أو الشعير، لأنها تبطئ امتصاص السكر وتمنح إحساسًا أطول بالشبع.
وأكدت الدراسة أن التوازن الغذائي العام هو المفتاح الحقيقي للصحة، وأن الاعتماد على الخبز في كل وجبة يفقد الجسم تنوعه الغذائي.
كما نصح الباحثون بتعويض جزء من الكربوهيدرات بخضروات، بقوليات، وحبوب كاملة متنوعة لضمان استقرار الطاقة ومنع الاضطرابات الأيضية.
في النهاية، يظل الخبز عنصرًا أساسيًا في غذائنا اليومي، لكن العلماء يحذرون من تحوله إلى بطل المائدة الدائم، لأن الإفراط فيه خاصة بنسخته البيضاء قد يجعلنا ندفع ثمنًا باهظًا على المدى الطويل.
@ آلاء عمري
المصدر:
الإخبارية