La Une du Soir d’Algérie du mercredi 5 novembre 2025 pic.twitter.com/2AZhfGBl2r
— Le Soir d’Algérie (@soir_officiel) November 4, 2025
تناولت صحيفة Le Soir d’Algérie الناطقة بالفرنسية في عددها الأخير ملفًا استراتيجيًا بالغ الأهمية حول المعادن النادرة، معتبرة أن الجزائر تملك فرصة تاريخية للدخول بقوة في هذا المجال الحيوي الذي تتصارع عليه القوى الكبرى من الشرق إلى الغرب.
فبينما تعرف الجزائر اليوم بعملاق الطاقة في الغاز والنفط، بدأت الأنظار تتجه نحو ثروات أخرى صامتة تختبئ في أعماق صحرائها الشاسعة.
في السياق، تتحرك الجزائر بخطوات واثقة نحو تنويع اقتصادها واستثمار ما تختزنه أراضيها من معادن استراتيجية تدخل في الصناعات الحديثة مثل السيارات الكهربائية، والبطاريات، والرقائق الإلكترونية.
وتشير دراسات ميدانية أولية أجرتها الوكالة الجيولوجية الجزائرية إلى مؤشرات واعدة لاكتشاف عناصر نادرة في مناطق الجنوب، خاصة في الهقار وتمنراست، حيث تجري عمليات مسح مكثفة لتحديد حجم هذه الثروات ومردودها الاقتصادي.
وتبرز الجزائر اليوم كواحدة من الدول القليلة في إفريقيا التي تمتلك كل المقومات لدخول سوق المعادن النادرة، من مساحة جغرافية شاسعة، استقرار سياسي، بنية تحتية للطاقة، وإرادة سياسية واضحة للانتقال إلى اقتصاد متنوع ومستدام.
وقد أكد خبراء في الطاقة والمعادن أن الجزائر يمكن أن تصبح مركزًا محوريًا لتزويد أوروبا وإفريقيا بهذه الموارد إذا أحسنت إدارة الملف واستقطبت الشركاء المناسبين.
في المقابل، تحتدم المنافسة الدولية على هذه الثروات. فالصين تهيمن على أكثر من 60 في المائة من إنتاج ومعالجة المعادن النادرة، بينما تسعى الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لتقليل تبعيتهما لبكين عبر تنويع مصادر الإمداد.
وفي هذا السياق، تبرز الجزائر كلاعب جديد يتمتع بموقع جغرافي استراتيجي يربط إفريقيا بأوروبا، ما يجعلها خيارًا مغريًا للشركاء الغربيين الباحثين عن البدائل.
ورغم الإمكانات الكبيرة، تواجه الجزائر تحديات حقيقية تتمثل في نقص التكنولوجيا الخاصة بمعالجة هذه المعادن المعقدة بيئيًا، وغياب البنية الصناعية القادرة على تحويلها محليًا.
لكن السلطات الجزائرية، حسب Le Soir d’Algérie، تعمل حاليًا على إعداد خارطة وطنية للمعادن النادرة، وتدرس إنشاء شراكات دولية تضمن نقل الخبرة مع الحفاظ على السيادة الوطنية على الموارد الطبيعية.
ختامًا، تقف الجزائر اليوم على أعتاب مرحلة اقتصادية جديدة قد تغيّر موقعها في الخريطة العالمية. فإذا نجحت في استثمار ثرواتها المعدنية النادرة بعقلانية وشفافية، فستصبح ليس فقط قوة طاقوية، بل أيضًا قوة تكنولوجية واقتصادية يحسب لها حساب في القرن الحادي والعشرين.
المصدر:
الإخبارية