الجزائرالٱن _ أظهر تصنيف موقع World Population Review أن الجزائر واصلت تحسين أدائها في مجال إعادة التدوير، لتتقدم إلى المرتبة السادسة عربياً والثالثة إفريقياً في مؤشر رسكلة النفايات لعام 2025.
وبحسب التقرير، بلغ معدل التدوير في الجزائر 11%، فيما قدر معدل الاسترداد بـ 10.5%، وهو ما يضعها أمام دول عربية تمتلك إمكانيات اقتصادية أكبر مثل العراق والسودان وسوريا وتونس.
ويعكس هذا الأداء التقدّم الذي حققته الجزائر رغم التحديات الاقتصادية، بفضل برامج فرز النفايات المنزلية والمشاريع البيئية التي تم تنفيذها في كبريات المدن، على غرار الجزائر العاصمة ووهران وقسنطينة، إلى جانب تشجيع الاستثمار الصناعي في إعادة استخدام المواد البلاستيكية والمعدنية.
تفاوت في الأداء العربي وهيمنة أوروبية
وكشف التقرير عن تفاوت واضح بين الدول العربية في معدلات التدوير والاسترداد، بسبب غياب منظومات وطنية متكاملة لمعالجة النفايات وضعف التشريعات والتمويل في هذا القطاع.
وتصدرت الكويت مؤشر الاسترداد بنسبة 59.6%، تلتها البحرين بـ 34%، ثم عُمان بـ 24.7%، وقطر بـ 23.6%، ولبنان بـ 23%.
أما أعلى معدل تدوير فعلي فحققته مصر بنسبة 26.6%، تليها المغرب بـ 25.4%، ثم الإمارات بـ 24.5%، في حين سجلت السعودية 18.8%، والأردن 14.6%، والعراق 15.4%، وتونس 10%، بينما جاءت السودان في ذيل الترتيب بـ 8.9% فقط.
وعلى الصعيد القاري، احتلت جنوب إفريقيا الصدارة الإفريقية، تليها مصر ثم الجزائر في المركز الثالث، وهو ما يعزز مكانة الجزائر في القارة ضمن الدول التي تراهن على الاقتصاد الدائري.
أوروبا في الصدارة وآسيا تقترب
وفي المقابل، واصلت أوروبا ريادتها العالمية في مجال إعادة التدوير بفضل سياسات بيئية صارمة وبنية تحتية متطورة. وسجلت سلوفينيا أعلى معدل عالمي بنسبة 55.3%، تلتها ألمانيا بـ 47%، فيما تراوحت نسب دول مثل بلجيكا وسلوفاكيا وسويسرا وهولندا بين 28 و33%.
أما في آسيا، فقد تصدرت تايوان وسنغافورة الترتيب الإقليمي بمعدل 96.7 نقطة، تليهما اليابان بـ 94.4، وكوريا الجنوبية بـ 82، بفضل تشريعات متقدمة واعتماد أنظمة رقمية لتتبع النفايات.
أما الولايات المتحدة الأمريكية فجاءت في المرتبة الثلاثين عالميًا بسبب غياب نظام فدرالي موحد لإدارة النفايات، وتفاوت معدلات التدوير بين الولايات.
الجزائر تواصل العمل وفق رؤية “الجزائر 2027”
وأشار التقرير إلى أن أداء الجزائر، رغم أنه ما يزال دون المعدلات الأوروبية والآسيوية، يعد من بين الأفضل في المنطقة، ويرتبط مباشرة برؤية “الجزائر 2027” التي تركز على تعزيز الاقتصاد الأخضر ورفع كفاءة التدوير.
وتستند الاستراتيجية الوطنية في هذا المجال إلى برامج توعية المواطنين بأهمية فرز النفايات، وتشجيع المؤسسات على استخدام المواد المعاد تدويرها، وتطوير البنية التحتية لجمع النفايات ومعالجتها.
كما تعمل الجزائر على تنظيم أسواق النفايات وتقديم دعم للمبادرات البيئية، رغم ما تواجهه من تحديات تتعلق بالإمكانيات التقنية واللوجستية في بعض المناطق.
ويخلص التقرير إلى أن استمرار الحكومة الجزائرية في تبني هذا النهج سيجعل من قطاع الرسكلة أحد أهم روافد التنمية المستدامة في السنوات المقبلة.
المصدر:
الجزائر الآن
مصدر الصورة