الجزائر ضمن المراتب الأولى عربياً وإفريقياً في شبكة الطرق
الجزائرالٱن _ حلّت الجزائر في المرتبة التاسعة إفريقيا والثالثة عربياً في تصنيف سنة 2025 الخاص بحجم شبكات الطرق، وفق تقرير World Population Review، حيث بلغ إجمالي طول الطرق على المستوى الوطني نحو 141,500 كيلومتر.
ويعكس هذا الرقم النمو الكبير في مشاريع البنية التحتية للنقل، وجهود الدولة المستمرة لتوسيع شبكة الطرق وتحسين الربط بين مختلف ولايات الوطن.
السعودية أولاً ومصر ثانياً والجزائر ثالثة
أظهر التصنيف أن السعودية تتصدر القائمة عربياً بـ 321,259 كيلومتراً من الطرق، تليها مصر بـ 165,521 كيلومتراً، ثم الجزائر في المركز الثالث بـ 141,500 كيلومتراً.
وتلتها الإمارات بـ 90,432 كيلومتراً، وسلطنة عُمان بـ 77,749 كيلومتراً، ثم اليمن وسوريا والمغرب والعراق وليبيا، بينما جاءت تونس والأردن ولبنان والبحرين في المراتب الأخيرة.
ويُبرز التقرير قدرة الجزائر على الحفاظ على موقعها ضمن المراتب الأولى عربياً بفضل سياسة استثمارية متواصلة في قطاع النقل منذ مطلع الألفية الجديدة.
مشاريع عملاقة تعيد رسم خريطة النقل الوطني
رغم المساحة الشاسعة وتنوّع التضاريس بين الساحل والجبال والصحراء، نجحت الجزائر في بناء شبكة طرق متقدمة تغطي معظم ولاياتها.
ويُعد مشروع الطريق السيار شرق–غرب، الممتد على أكثر من 1,216 كيلومتراً، من أكبر المشاريع الإفريقية في مجال النقل، إذ يربط الحدود التونسية بالمغربية مروراً بولايات اقتصادية محورية مثل العاصمة، سطيف، قسنطينة، وهران وتلمسان.
كما يُعتبر الطريق العابر للصحراء أحد أبرز مشاريع التكامل الإفريقي، إذ يربط الجزائر بنيجيريا عبر النيجر على مسافة تفوق 4,800 كيلومتر، ليشكل ممراً استراتيجياً للتجارة بين شمال وجنوب القارة.
الطرق ركيزة للتنمية الاقتصادية وتقليص الفوارق الجهوية
يؤكد التقرير أن شبكة الطرق الجزائرية ليست مجرد بنية للنقل، بل عامل حاسم في تحريك الاقتصاد الوطني.
فهي تسهم في تسهيل حركة البضائع، وتقليص كلفة النقل الداخلي، ودعم الاستثمارات في الخدمات اللوجستية والصناعات التحويلية والزراعة. كما تسمح بربط المناطق الداخلية بالموانئ والمطارات، مما يعزز اللامركزية الاقتصادية ويقلّص التفاوت التنموي بين الشمال والجنوب.
الجزائر في التصنيف الإفريقي والعالمي
إفريقياً، جاءت جنوب إفريقيا في الصدارة، تلتها كينيا ونيجيريا وتنزانيا وإثيوبيا ومصر والكونغو الديمقراطية وأوغندا، ثم الجزائر في المرتبة التاسعة.
أما عالمياً، فقد احتلت الولايات المتحدة المرتبة الأولى بشبكة تمتد على 6.6 ملايين كيلومتر، تليها الهند بـ 6.4 ملايين كيلومتر، ثم الصين بـ 5.2 ملايين كيلومتر، فالبرازيل وروسيا.
ويشير التقرير إلى أن توسع شبكات الطرق يرتبط مباشرة بقوة الاقتصادات الوطنية، إذ تمثل هذه البنية التحتية العمود الفقري للنمو التجاري والصناعي.
رؤية “الجزائر 2027”: بنية تحتية ذكية ومندمجة
يعزو الخبراء هذا التقدم إلى سياسة وطنية ركّزت على تطوير شبكة وطنية متكاملة من الطرق السريعة والمدارات الحضرية والطرق المزدوجة بين المدن الكبرى، مدعومة ببرامج لصيانة وتوسيع الطرق الريفية.
وتندرج هذه المشاريع ضمن رؤية “الجزائر 2027”، التي تهدف إلى تحقيق تنمية متوازنة ومستدامة من خلال بنية تحتية ذكية تربط الإنتاج بالاستهلاك وتدعم التحول الاقتصادي الوطني.
جسر نحو التكامل الإفريقي
يرى محللون أن هذا الإنجاز يعزز مكانة الجزائر كقطب محوري في المبادلات التجارية الإقليمية، خاصة مع دخول منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية (ZLECAF) حيز التنفيذ.
فمشروع الطريق العابر للصحراء، إلى جانب تطوير الموانئ الجديدة على غرار ميناء الحمدانية بشرشال، يشكلان معاً ركيزة أساسية لربط إفريقيا بأوروبا عبر الجزائر، وترسيخ دورها كمحور لوجستي وتجاري رئيسي في القارة.
المصدر:
الجزائر الآن
مصدر الصورة