الجزائرالٱن _ صنّف الموقع الأمريكي المتخصص في السينما كولايدر (Collider) فيلم “معركة الجزائر” ضمن أعظم ثلاثة أفلام مناهضة للحرب في التاريخ، إلى جانب فيلمي خيوط ونهاية العالم الآن. وقد نُشر التصنيف يوم الأحد 26 أكتوبر 2025، في قائمة ضمّت أبرز الأعمال السينمائية التي تناولت موضوع الحرب من زاوية إنسانية وسياسية.

واعتبر النقاد الفيلم الجزائري–الإيطالي عملًا مفصليًا في تاريخ السينما السياسية، لما حمله من جرأة في تصوير واقع الاستعمار الفرنسي ومعارك التحرير، حتى أصبح مرجعًا عالميًا في دراسة تكتيكات حرب العصابات داخل المدن.

تحفة بونتيكورفو تُدرّس في الجيوش وتُلهم حركات التحرر

أُنتج فيلم “معركة الجزائر” سنة 1966 بتعاون جزائري–إيطالي، بإخراج الإيطالي جيلو بونتيكورفو وكتابة مشتركة مع المناضل الجزائري ياسف سعدي، الذي أدى أيضًا أحد الأدوار الرئيسية إلى جانب براهيم حجاج (علي لابوانت) وجان مارتن.

يستعرض الفيلم، بالأبيض والأسود، المواجهات الدامية في العاصمة الجزائرية خلال ثورة التحرير، بأسلوب واقعي أقرب إلى السينما الوثائقية، مما منحه صدقية نادرة جعلته مادة تدريبية في مدارس عسكرية حول العالم.

وقد كشفت صحيفة نيويورك تايمز عام 2003 أن وزارة الدفاع الأمريكية عرضت الفيلم لدراسة أخطاء الجيش الفرنسي في الجزائر، بعد غزو العراق، في دليل جديد على عمق رسالته وتأثيره العالمي.

“الأسد الذهبي” وأوسكار وثلاث لغات في ملحمة سينمائية خالدة

عُرض الفيلم لأول مرة في مهرجان البندقية السينمائي يوم 31 أوت 1966، حيث نال جائزة الأسد الذهبي، قبل أن يُعرض لاحقًا في الجزائر وإيطاليا ثم في الولايات المتحدة عام 1967. كما فاز بجائزة النقد في مهرجان كان، وترشّح لثلاث جوائز أوسكار عن فئات أفضل فيلم، وأفضل إخراج، وأفضل سيناريو.

تبلغ مدة الفيلم 117 دقيقة، وقد صُوّر بثلاث لغات هي العربية والفرنسية والإنجليزية، بميزانية قاربت 800 ألف دولار، فيما تجاوزت إيراداته العالمية 900 ألف دولار. وشارك في إنجازه مدير التصوير مارسيلو غاتي، والموسيقي إنيو موريكوني، والمنتج أنطونيو موسو.

من تصنيف “كولايدر” إلى ذاكرة العالم

احتل “معركة الجزائر” المرتبة الثامنة والأربعين في قائمة أفضل 250 فيلمًا التي أعدّتها مجلة سايت أند ساوند البريطانية عام 2012، كما جاء في المرتبة الـ120 ضمن تصنيف مجلة إمباير لأفضل 500 فيلم في التاريخ، واعتُبر من بين أفضل خمسين فيلمًا تاريخيًا على الإطلاق.

ويرى موقع كولايدر أن الفيلم ما يزال بعد نحو ستة عقود يحمل رسالة قوية ضد الاستعمار والإمبريالية، إذ يعرض بجرأة واقع الاحتلال الفرنسي بكل تفاصيله القاسية، ليظلّ أكثر من مجرد عمل فني، بل شهادة إنسانية خالدة على نضال شعب من أجل الحرية.