الجزائرالٱن _ في إنجاز علمي عربي جديد، توّج الباحث الجزائري الدكتور العيد دردابو بلقب الموسم السابع عشر من برنامج “نجوم العلوم”، الذي تنظمه مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، متفوقًا على منافسين من السعودية والأردن في نهائي المسابقة الذي أُقيم في الدوحة، وسط إشادة واسعة من لجنة التحكيم والجمهور على حد سواء.

ابتكار ذكي ينقذ الأرواح

نال الدكتور دردابو الجائزة عن مشروعه العلمي المبتكر “الساعة الذكية لمراقبة المؤشرات الحيوية”، وهي تقنية ثورية تعتمد على الذكاء الاصطناعي لقياس مستويات فيتامين “د” وهرمون السيروتونين في جسم الإنسان، ما يسمح بالكشف المبكر عن اضطرابات الاكتئاب والقلق، والمساهمة في تطوير طرق الرعاية النفسية الحديثة.

واستمدّ الباحث الجزائري فكرته من تجربة إنسانية مؤثرة عاشها مع أحد أفراد عائلته الذي عانى من اكتئاب غير مُشخّص بسبب نقص فيتامين “د”، حيث قال عقب تتويجه: “بدأت هذا المشروع بدافع إنساني، بعد أن رأيت معاناة أحد أقاربي مع الاكتئاب. وعدت نفسي أن أبحث عن حلّ علمي يحمي الآخرين من المرور بالتجربة ذاتها، وها أنا اليوم أفي بذلك الوعد”.

من جامعة فيينا إلى منصة الإبداع العربي

يحمل العيد دردابو شهادة دكتوراه في الفيزيولوجيا والتغذية الحيوانية من جامعة فيينا، حيث جمع بين التكوين الأكاديمي العميق والرؤية التطبيقية التي مكنته من تحويل فكرته إلى نموذج عملي متكامل. وقد استفاد من دعم واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا التي احتضنت تطوير مشروعه حتى وصل إلى مرحلة التصنيع الأولي.

منافسة عربية راقية

شهد الموسم 17 من “نجوم العلوم” مشاركة 17 متسابقًا من مختلف الدول العربية، قبل أن يتأهل 4 مبتكرين إلى النهائيات. وبرزت المنافسة بين دردابو وكل من رزان سالم باهبري من المملكة العربية السعودية ومحمد الشيخ صالح من الأردن، حيث نجح المبتكر الجزائري في كسب ثقة لجنة التحكيم والجمهور معًا بفضل تميز مشروعه العلمي والبعد الإنساني الذي يحمله.

دعم جماهيري ورسالة أمل

حظي المشروع الجزائري بتصويت جماهيري واسع من داخل الجزائر وخارجها، بعد أن لاقى إعجاب المتخصصين والمتابعين في الوطن العربي. وقال دردابو في ختام التتويج: “هذا الفوز ليس لي وحدي، بل لكل جزائري وعربي يؤمن بأن العلم قادر على تحسين حياة الناس. الابتكار الحقيقي هو ذاك الذي يضع الإنسان في المركز”

فخر جزائري وعربي

يمثل تتويج العيد دردابو لحظة فخر للجزائر والعرب، ودليلًا جديدًا على أن العقول العربية قادرة على الوصول إلى العالمية حين تتوفر لها بيئة علمية داعمة. وقد وُصف ابتكاره بأنه “خطوة جديدة نحو دمج التكنولوجيا بالصحة النفسية”، ونجاح جزائري يؤكد أن الإبداع لا تحدّه الجغرافيا.

بهذا التتويج، يكتب العيد دردابو فصلًا جديدًا في مسيرة الابتكار الجزائري، ويثبت أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يتحول إلى أداة لخدمة الإنسان قبل كل شيء.