تستعد بلدية بني معوش بولاية بجاية لاستقبال آلاف الزوار هذا الخميس، مع افتتاح الدورة الحادية والعشرين لمهرجان التين المجفف.
ويشارك في الحدث عشرات العارضين من مختلف ولايات الوطن، ليشكل المهرجان مناسبة سنوية تجمع بين الفلاحة والاقتصاد والثقافة، وتكرم ثمرة التين التي تعد رمزًا للهوية الزراعية في منطقة القبائل.
وتسعى الجمعية المحلية لمنتجي التين المجفف، المنظمة للحدث، إلى تسويق المنتوج مباشرة بين المنتجين والمستهلكين وتشجيع الاستثمار في هذا المجال التقليدي ذي العائد الاقتصادي الكبير.
ويؤكد المنظمون أن هذه التظاهرة أصبحت موعدًا وطنيًا ثابتًا لدعم الفلاحين وتشجيع الشباب على العودة إلى الأرض.
في المقابل، تعمل السلطات المحلية على إطلاق مشروع بيئي وتنموي جديد من خلال تدشين مشتل مخصص لتطوير زراعة التين، بتمويل من المجلس الشعبي الولائي لبجاية.
ويهدف المشروع إلى إنتاج شتلات ذات جودة عالية وتحسين سلالات الأشجار، ما سيساهم في رفع المردودية وتحسين نوعية المنتوج المحلي.
كما يبرز المهرجان أيضًا نجاح الجهود المبذولة منذ سنوات للحصول على الاعتراف الوطني بالتين المجفف كمنتوج ذي هوية محلية.
فقد تمكنت بني معوش سنة 2016 من الحصول على المؤشر الجغرافي “تين بني معوش المجفف”، وهو تصنيف يمنح المنتوج حماية قانونية وضمانًا للجودة والأصل.
وساعد هذا الاعتراف المنتجين على دخول أسواق جديدة ورفع القدرة التنافسية على المستوى الدولي.
من جهة أخرى، تعمل الجهات الفاعلة في القطاع على تحسين عملية التسويق والتغليف وتطوير شهادات المطابقة الصحية لتوسيع التصدير نحو الخارج، حيث يشهد الطلب المتزايد على المنتوجات الطبيعية والتقليدية فرصًا واعدة للجزائر.
كما يشكل المهرجان منصة للتبادل التجاري والثقافي تجمع المنتجين والمصدرين والتجار والمستثمرين في فضاء واحد، من خلال لقاءات أعمال وورشات تكوين حول سبل تطوير السلسلة الإنتاجية.
ويؤكد المشاركون أن هذه التظاهرة ليست مجرد احتفال فلاحي، بل رمز للصمود والتنمية المحلية في منطقة الجبال التي تحافظ على تراثها الزراعي الأصيل رغم التحديات.
وتبقى “فجة بني معوش” مثالًا حيًا على إمكانية تحول الفلاحة التقليدية إلى قوة اقتصادية واعدة للجزائر إذا حظيت بالدعم والترويج المناسبين.