أعلنت الأوساط العلمية عن اكتشاف علاج ثوري قد يغير مصير آلاف المرضى المصابين بسرطانات الرأس والرقبة، بعدما كشفت نتائج تجربة سريرية حديثة عن فعالية مدهشة لحقنة واحدة تدعى أميفانتاماب، وفق ما نشره موقع Science et Vie نقلًا عن مؤتمر الجمعية الأوروبية لعلم الأورام الطبية في برلين.
الجدير بالذكر أن الأطباء يواجهون منذ سنوات تحديات متزايدة في علاج سرطانات الفم والحنجرة والبلعوم التي تصيب أكثر من 12 ألف شخص سنويًا في بريطانيا وحدها.
وتشير الإحصاءات إلى أن أغلب هذه الحالات أصبحت ترتبط بفيروس الورم الحليمي البشري (HPV) بدلًا من التدخين والكحول. ومع فشل الجراحة والعلاج الكيميائي والإشعاعي في حالات الانتكاس، تتراجع فرص الشفاء بشكل خطير.
وفي هذا السياق، يقدم دواء أميفانتاماب أملًا جديدًا لهؤلاء المرضى. فقد أظهرت الدراسة التي أجراها معهد أبحاث السرطان في لندن ومستشفى رويال مارسدن أن حقنة تحت الجلد من هذا الدواء تقلص الأورام أو توقف نموها لدى 76 في المائة من المرضى خلال ستة أسابيع فقط، وهي نتيجة اعتبرها الخبراء “قفزة نوعية” في علاج الحالات المتقدمة.
وللتوضيح، يعتمد هذا العلاج المبتكر على آلية ثلاثية فريدة من نوعها، إذ يستهدف مستقبل النمو EGFR المسؤول عن تكاثر الخلايا السرطانية، ويعطل بروتين MET الذي يمنحها مقاومة للعلاج، كما ينشط جهاز المناعة ويحفز الخلايا القاتلة الطبيعية على مهاجمة الورم. وتمنحه هذه التركيبة المتكاملة ميزة واضحة على العلاجات التقليدية محدودة الفعالية.
بالإضافة إلى ذلك، يتميز أميفانتاماب بسهولة إعطائه مقارنة بالعلاجات الوريدية الطويلة، إذ يمكن حقنه تحت الجلد في عيادة أو حتى في المنزل، مما يقلل الضغط على المستشفيات ويحسن جودة حياة المريض بشكل كبير.
وعلى صعيد التصريحات الرسمية، أكد البروفيسور كيفن هارينغتون، المشرف على الدراسة، أن “هذه أول مرة نرى فيها علاجًا يجمع بين ثلاث آليات فعالة في وقت واحد ضد سرطانات الرأس والرقبة المتقدمة”، مشيرًا إلى أن النتائج “تشكل نقطة تحول حقيقية في مسار العلاج”.
أما البروفيسورة كلير إيزاك من معهد أبحاث السرطان ، فأوضحت أن الدواء الجديد “يحقق المعادلة الصعبة بين الفعالية العالية والتحمل الجيد وسهولة الوصول”.
من جهة أخرى، يأمل الباحثون الانتقال قريبًا إلى المرحلة الثالثة من التجارب السريرية بمشاركة عدد أكبر من المرضى، تمهيدًا لاعتماده ضمن البروتوكولات العلاجية الرسمية.
كما يجري حاليًا اختبار الدواء في أنواع أخرى من السرطانات المرتبطة بفيروس HPV أو بمستقبلات EGFR وMET، مثل سرطان الرئة والمريء.
المصدر:
الإخبارية