آخر الأخبار

مغني راي وراء أخطر عملية احتيال استهدفت جزائريين في فرنسا

شارك
بواسطة محمد،قادري
صحفي جزائري مختص في الشأن السياسي الوطني و الدولي .
مصدر الصورة
الكاتب: محمد،قادري

مغني راي وراء أخطر عملية احتيال استهدفت جزائريين في فرنسا

كشفت السلطات الفرنسية عن قضية احتيال واسعة طالت عشرات الجزائريين المقيمين في فرنسا بطريقة غير نظامية، بعدما خسروا أكثر من 320 ألف أورو مقابل وعود كاذبة بالحصول على أوراق إقامة قانونية.

القضية، التي هزّت الرأي العام في مدينة ستراسبورغ، أظهرت أن المتورطين استغلوا معاناة المهاجرين عبر نشر إعلانات مضللة على تطبيق “تيك توك” روج لها أحد مغنيي الراي لاستدراج الضحايا وإيهامهم بوجود إجراءات رسمية لتسوية وضعيتهم.

محاكمة مرتقبة في ستراسبورغ

ووفق ما أوردته وسائل إعلام فرنسية، فقد وُجهت تهم “الاحتيال ضمن جماعة منظمة” إلى ثلاثة أشخاص من أصول جزائرية، هم محمد ب. ولحسن ب. وفاتح ل.، حيث أُخضعوا للرقابة القضائية بانتظار مثولهم أمام محكمة ستراسبورغ.

بداية الخيط من تحقيق صحفي

تعود فصول القضية إلى تحقيق ميداني أجراه موقع StreetPress عام 2022، كشف عن شبكة تنشط في بيع عقود عمل مزيفة للجزائريين الساعين إلى الحصول على أوراق إقامة أوروبية، خصوصًا في إيطاليا.

وأظهرت التحقيقات أن المتورطين اعتمدوا على حملة دعائية عبر “تيك توك”، تضمنت مقاطع فيديو تَعِد المهاجرين بتسوية سريعة مقابل 8000 أورو، يُدفع منها ألف أورو كعربون والباقي عند إيداع الملف الوهمي.

مخطط احتيالي محكم

كانت عمليات الدفع تتم عبر تحويلات مالية أو نقدية في منطقة باريس، بينما جُمعت مبالغ أخرى من الجزائر بالدينار عن طريق شخص يُعرف باسم “داديدو”.

ولتضليل الضحايا، نُظم بعض اللقاءات في إيطاليا حيث التقى الضحايا بـمحمد ب. وصبرينة ر. (زوجة أحد المتورطين الإيطاليين). وتم توقيع عقود عمل مزيفة في مكاتب البريد الإيطالية، ما أعطى انطباعًا بالشرعية وطمأن الضحايا إلى أن ملفاتهم قانونية.

انكشاف الخداع

في أكتوبر 2021، بدأ المخطط ينهار عندما حاول أحد الجزائريين تأكيد ملفه في مقاطعة لاتينا قرب روما، ليكتشف أن الوثائق المقدمة مزورة بالكامل.

وبعد الحادثة، أنشأ الضحايا مجموعة على تطبيق “واتساب” لتبادل المعلومات، ما سمح بجمع الأدلة وتحديد عدد المتضررين الحقيقيين، لتبدأ على إثرها السلطات الفرنسية والإيطالية تحقيقًا مشتركًا في القضية.

شبكة عابرة للحدود

بيّنت التحقيقات أن المدعو جاني ر.، وهو مواطن إيطالي وصاحب سوابق في قضايا “الاحتيال” و”مساعدة على الإقامة غير الشرعية”، يُعدّ العقل المدبر للشبكة.

أما في فرنسا، فقد تولى محمد ب. تنسيق الرحلات وجمع الأموال، بينما أشرف فاتح ل. على الجانب الإعلامي والترويج عبر الإنترنت، فيما كان الإيطالي جاني ر. يوفر العقود المزيفة من خلال شركة وهمية أنشأها في إيطاليا.

تحقيقات متواصلة وتوسيع المتابعة

تولت الشرطة الفرنسية المختصة بمكافحة تهريب المهاجرين متابعة الملف بالتعاون مع نظيراتها في الجزائر وإيطاليا، من أجل تتبع خيوط الشبكة وتحديد حجم الأموال التي تم تحويلها.

ويُنتظر أن تستكمل العدالة الفرنسية إجراءات المتابعة القضائية بحق المتورطين الثلاثة خلال الأسابيع المقبلة، مع احتمال توسيع التحقيق ليشمل شركاء آخرين داخل فرنسا وخارجها.

شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا