كشفت دراسة علمية حديثة نشرتها مجلة Addiction عن حقيقة صادمة بشأن فلاتر السجائر التي طالما روجت لها شركات التبغ على أنها وسيلة لتقليل ضرر التدخين، مؤكدة أن هذه الفلاتر لا تحمي الصحة إطلاقا، بل تزيد من خطورة التبغ على الجسم وتلعب دورا كبيرا في تلويث البيئة.
وأوضحت الدراسة ، أن الفلاتر تدفع المدخنين إلى استنشاق الدخان بعمق ولوقت أطول، مما يجعلهم يتعرضون إلى كمية أكبر من المواد السامة الموجودة في السجائر.
وأشارت إلى أن الاعتقاد الشائع بأن الفلاتر تقلل من الأذى الصحي هو في الحقيقة خدعة تسويقية صنعتها شركات التبغ منذ عقود لإعطاء انطباع زائف بأن التدخين أصبح “أخف ضررا” و”أكثر نعومة”، خصوصا لجذب فئة الشباب.
في السياق، دعت الدراسة إلى تصحيح هذه الصورة المغلوطة التي ترسخت لدى الرأي العام، مبينة أن الفلاتر ليست سوى منتجات ملوثة تساهم في تدمير البيئة، إذ تعد من أكثر المخلفات انتشارا في العالم. وتذكر أن ملايين أعقاب السجائر المرمية يوميا تحتوي على مواد بلاستيكية سامة تحتاج عقودا طويلة لتتحلل.
كما استند الباحثون أيضا إلى تقرير منظمة الصحة العالمية الصادر عام 2022، والذي أوصى بدراسة إمكانية منع استخدام أعقاب السجائر نهائيا لحماية الصحة العامة والبيئة. ومع ذلك، لم يتبن أي بلد حتى الآن قانونا يمنع تصنيع السجائر المفلترة أو بيعها.
وشدّدت الدراسة على ضرورة توعية المجتمعات بمخاطر الفلاتر، لاسيما أن استطلاعا أجري في بريطانيا أظهر أن واحدا فقط من كل أربعة أشخاص يعرف أن الفلاتر لا تقلل الضرر الصحي. ودعا الخبراء إلى إطلاق حملات إعلامية وتربوية لتصحيح المفاهيم المنتشرة ومواجهة التضليل الذي تمارسه شركات التبغ.
وخلصت الدراسة إلى أن ما كان يعتبر “تحسينا” لصحة المدخنين ما هو إلا وهم قاتل ساهم في استمرار إدمان التبغ وتفاقم الأمراض الخطيرة المرتبطة به، داعية الحكومات إلى التحرك العاجل لمنع الفلاتر قبل أن تستمر في حصد الأرواح وتلويث الكوكب.
@ آلاء عمري