بن قرينة يدعو إلى تعبئة وطنية شاملة لتحقيق أمن تنموي واستقرار استراتيجي في الجنوب الجزائري
تمكين الشباب: حجر الأساس للأمن المجتمعي والسيادة الوطنية
الجزائر الآن _ أكد عبد القادر بن قرينة، رئيس حركة البناء الوطني، يوم الخميس، على أهمية تعزيز التنمية المحلية وتمكين الشباب من أخذ دورهم الفعلي في بناء الاقتصاد الوطني، باعتبارهم ركيزة الاستقرار المجتمعي.
وخلال تجمع شعبي نشطه مساءً بدار الشباب “بن بابة سيدي أبابة” في ولاية إن صالح، شدد على أن إشراك الشباب في التنمية لا يقتصر على البعد الاجتماعي فقط، بل يمثل خيارًا استراتيجيًا لمواجهة التحديات الاقتصادية الداخلية، وتحصين الجبهة الوطنية ضد مظاهر الهشاشة والاختراق.
إن الاستثمار في الطاقات الشبابية، في نظره، لا يعزز فقط من فرص النمو، بل يدعم موقع الدولة التفاوضي على الساحة الإقليمية والدولية من خلال جبهة داخلية صلبة وفاعلة.
الجنوب كقاطرة استراتيجية للنمو الوطني المتوازن
وفي سياق متصل، أشار بن قرينة إلى أن الجنوب الجزائري، لا سيما ولاية إن صالح، يتمتع بإمكانات طبيعية هائلة تؤهله لأن يكون قطبًا اقتصاديًا حيويًا على المستوى الوطني.
وأوضح أن هذه الثروات إذا ما أُحسن استثمارها، فإنها ستسهم في إعادة التوازن التنموي بين شمال الوطن وجنوبه، وتخلق آفاقًا جديدة للازدهار.
فاستغلال موارد الجنوب يمثل ورقة جيوسياسية رابحة في ظل التنافس الإقليمي والدولي على مصادر الطاقة، ويمنح الجزائر قدرة إضافية على صياغة توازنات اقتصادية استراتيجية تعزز من أمنها القومي واستقلال قرارها.
تنويع الاستثمار وتمكين الشباب: خيار استراتيجي وليس ترفاً اقتصادياً
وأشار رئيس حركة البناء الوطني إلى أن تحقيق هذه الأهداف لا يمكن أن يتم دون تنويع فرص الاستثمار وتهيئة بيئة أعمال محفزة، يكون فيها للشباب دور مركزي في الابتكار والإنتاج.
وأكد أن الأولوية يجب أن تُمنح لبرامج مرافقة حقيقية تسهل اندماج الشباب في الحياة الاقتصادية.
إن تمكين هذه الفئة لا يعد فقط مسألة إنمائية، بل يمثل خط دفاع أول ضد محاولات الاستقطاب الخارجي التي تستغل التهميش، كما يسهم في بناء أقاليم اقتصادية قوية تقلل من التبعية المركزية وتكرّس التوازن الوطني المطلوب.
التهريب كتهديد للأمن القومي: ضرورة ردع شامل وتكنولوجي
وفي معرض حديثه عن التحديات الأمنية، شدد بن قرينة على خطورة ظاهرة التهريب التي باتت تهدد أمن الوطن واستقراره الاقتصادي.
ودعا إلى تبني استراتيجية وطنية متكاملة، تُبنى على التعاون الوثيق بين الدولة والمجتمع، والاستثمار في التكنولوجيا الحديثة لتعزيز قدرات المراقبة والسيطرة.
فالتهريب لا يُعد مجرد ظاهرة اقتصادية، بل يمثل تهديدًا مباشرًا للأمن القومي، ما يتطلب تعبئة وطنية شاملة لضمان سيادة الدولة والتحكم في منافذها، خصوصًا في ظل تصاعد التهديدات العابرة للحدود في المنطقة.
الجنوب: جبهة أمنية متقدمة تتطلب شراكة وطنية كاملة
كما لفت إلى أن الجنوب الجزائري أصبح اليوم جبهة متقدمة في مواجهة شبكات الجريمة المنظمة، ما يستدعي تضافر جهود كل مؤسسات الدولة مع القوى الحية في المجتمع.
وأكد أن حماية استقرار هذه المناطق الحساسة، ذات الامتدادات الحدودية، هو التزام وطني لا يقبل التأجيل.
فالجنوب لم يعد مجرد فضاء جغرافي، بل يمثل محورًا استراتيجيًا لأمن الجزائر، وتحصين هذا العمق الجغرافي يسهم في تعزيز وحدة التراب الوطني، ويمنع أي محاولات لاختراق السيادة في ظل النزاعات الإقليمية المتصاعدة.
الذاكرة الوطنية: ركيزة للوحدة الداخلية والتحصين الاستراتيجي
وفي ختام مداخلته، واحتفاءً باليوم الوطني للهجرة الموافق لذكرى مجازر 17 أكتوبر 1961، دعا بن قرينة إلى ضرورة توحيد الصفوف وتكثيف الجهود من أجل مواجهة التحديات الكبرى التي تلوح في الأفق.
كما أكد بن قريتو “في ذكرى مجازر 17 أكتوبر 1961، نُجدد العهد لشهدائنا بأن استقلال الجزائر لم يكن منّةً بل ثمرة تضحيات جسام، ونؤكد أن على فرنسا تحمّل مسؤوليتها والاعتراف الكامل بجرائمها الاستعمارية.”
وأشار إلى أن استحضار ذاكرة النضال الوطني هو مدخل أساسي لتعزيز الشعور بالانتماء والولاء للوطن، بما يسهم في تحصين المجتمع من محاولات الاختراق الخارجي.
إن وحدة الجبهة الداخلية، كما أكد، هي الضامن الحقيقي لاستمرارية الدولة، وهي سلاحها الأمضى في مواجهة الضغوطات السياسية والاقتصادية التي قد تستهدف كيانها ومصالحها العليا.