مرحلة جديدة للتعاون الاستراتيجي بين الجزائر وإيطاليا

أكدت إيطاليا أن العلاقات مع الجزائر دخلت مرحلة جديدة من التعاون الاستراتيجي، وهي نموذج للنهج الإيطالي الجديدة تجاه القارة الإفريقية، معتبرة أن البلاد شريك رئيسي ومحوري في إفريقيا.

وأوضح وزير الزراعة والسيادة الغذائية والغابات الإيطالي، فرانشيسكو لولوبريجيدا، على هامش معرض “أغري ليفانتي 2025″، حسب ما نقلت وكالة “نوفا” الإيطالية، أن العلاقات بين إيطاليا والجزائر تدخل مرحلة جديدة من التعاون الاستراتيجي، لا سيما في مجالي الزراعة والتنمية المستدامة، مبرزًا أن الجزائر “شريك رئيسي في تنفيذ خطة ماتي لإفريقيا”.

واستعرض الوزير، آخر المستجدات حول مشروع “BF” في الجزائر، والذي يُعتبر “نموذجًا ملموسًا” للنهج الإيطالي الجديد تجاه القارة الإفريقية، مشيرًا إلى أن المشروع يهدف إلى دعم الجزائر في تحقيق الاكتفاء الذاتي الغذائي من خلال الاستفادة من الخبرات والتقنيات الزراعية الإيطالية.

كما أشار الوزير الإيطالي إلى أن اختيار الجزائر كأول دولة تُنفّذ خطة ماتي لإفريقيا يحمل دلالة رمزية عميقة على عمق العلاقات بين البلدين، حيث يُعتبر إنريكو ماتي، الذي تُهدى إليه الخطة، صديقًا عزيزًا، بل وبطلًا وطنيًا ثانيًا، لدعمه تحرير الجزائر من الاستعمار، وهذا الإرث التاريخي من الثقة المتبادلة يُميّز التعاون الإيطالي الجزائري عن غيره من الجهات الفاعلة الدولية، إذ يُرسّخه على أسس الاحترام والمساواة.

وأكد لولوبريجيدا، خلال تطرقه للآفاق الأوسع لخطة ماتي، أن إيطاليا “جسر طبيعي بين أوروبا وإفريقيا التي تمتلك 60 في المائة من الأراضي الزراعية الصالحة للزراعة في العالم”، مضيفًا أنها قارة غنية بالموارد، لكنها بحاجة إلى الدعم في مجالات التكنولوجيا والابتكار والتدريب، حيث تمتلك إيطاليا هذه المهارات، لدمجها مع إمكانات إفريقيا، بهدف تحقيق نمو حقيقي وتحسين جودة الحياة في القارة، معتبرًا أنه الجوهر الحقيقي لخطة ماتي وهو نموذج للتعاون البناء قائم على خلق قيمة مشتركة، بدلًا من مجرد الرفاهية.