آخر الأخبار

ترامب يخسر جائزة نوبل للسلام

شارك
بواسطة محمد قادري
صحفي جزائري مختص في الشأن السياسي الوطني و الدولي .
مصدر الصورة
الكاتب: محمد قادري

الجزائر الآن _ في قرار قد يثير استياء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أعلنت لجنة نوبل النرويجية، اليوم الجمعة، منح جائزة نوبل للسلام لعام 2025 لزعيمة المعارضة الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو، تقديراً لجهودها “من أجل عملية انتقال عادلة وسلمية من نظام ديكتاتوري إلى آخر ديمقراطي”، في خطوة تجاهلت تماماً طموحات ترامب المعلنة للظفر بهذه الجائزة المرموقة .

هوس ترامب بنوبل

لم يكن اختيار اللجنة النرويجية مفاجئاً للمراقبين، لكنه بالتأكيد يمثل خيبة أمل جديدة للرئيس الأمريكي الذي لم يخفِ في مناسبات عديدة هوسه بالحصول على جائزة نوبل للسلام. فقد طالب ترامب بالجائزة أكثر من مرة، مذكراً بما يعتبره إنجازات تستحق التقدير الدولي .

خلال ولايته الأولى (2017-2021)، لم يتوقف ترامب عن التلميح إلى استحقاقه للجائزة، خاصة بعد قمته التاريخية مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون عام 2018، وبعد التوسط في اتفاقيات أبراهام بين الكيان الصهيوني وعدد من الدول العربية عام 2020. بل وصل به الأمر إلى انتقاد منح الجائزة لسلفه باراك أوباما عام 2009، واصفاً ذلك بأنه “سابق لأوانه “.

في ولايته الثانية الحالية، عاد ترامب لإثارة الموضوع مجدداً، معتبراً أن جهوده في التوصل إلى اتفاقيات وقف إطلاق النار في غزة وأوكرانيا تؤهله للفوز بالجائزة. وفي أكثر من تصريح إعلامي، أشار الرئيس الأمريكي إلى أنه “يستحق نوبل أكثر من كثيرين حصلوا عليها “.

ماتشادو.. نضال من أجل الديمقراطية

في المقابل، جاء اختيار ماريا كورينا ماتشادو ليسلط الضوء على نضالها الطويل ضد نظام نيكولاس مادورو في فنزويلا. وقد برّرت لجنة نوبل قرارها بالإشادة بجهود زعيمة المعارضة الفنزويلية في قيادة حركة سلمية من أجل التحول الديمقراطي في بلادها، رغم القمع الشديد والمخاطر الشخصية التي واجهتها .

ماتشادو، التي مُنعت من الترشح للانتخابات الرئاسية وتعرضت للملاحقة من قبل السلطات، أصبحت رمزاً للمقاومة السلمية في فنزويلا ومصدر إلهام للملايين من الفنزويليين الذين يطمحون إلى التغيير .

جائزة تفلت من ترامب مجدداً

هذه ليست المرة الأولى التي تفوت فيها الجائزة ترامب. في عام 2018، منحت اللجنة الجائزة لرئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، وفي 2020 ذهبت لبرنامج الأغذية العالمي، بينما فاز بها الصحفي الفلبيني ماريا ريسا والروسي دميتري موراتوف عام 2021، والمدافع عن حقوق الإنسان أليس بيالياتسكي وآخرون عام 2022 .

رغم الترشيحات التي حظي بها ترامب من قبل بعض أعضاء الكونغرس الجمهوريين وحلفائه، إلا أن اللجنة النرويجية بدت دائماً حريصة على تكريم شخصيات ومنظمات ترى فيها نموذجاً حقيقياً للسلام وحقوق الإنسان، بعيداً عن الحسابات السياسية والدعاية الذاتية .

لا تعليق من ترامب حتى الآن

حتى الآن، لم يصدر تعليق رسمي من البيت الأبيض على قرار لجنة نوبل، لكن المراقبين يتوقعون أن يعبر ترامب عن استيائه عبر منصته “تروث سوشيال” كعادته عندما تخيب توقعاته .

من جهتها، عبرت ماتشادو عن “شرفها العميق” بالفوز بالجائزة، مهديةً إياها إلى “كل الفنزويليين الذين يكافحون من أجل الحرية والديمقراطية “.

وبهذا، يبقى حلم ترامب بنيل جائزة نوبل للسلام بعيد المنال، على الأقل لهذا العام، بينما تحتفل فنزويلا بتتويج دولي جديد لنضال شعبها من أجل الديمقراطية.

شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا