"بيبسي" تستبدل الأصباغ الكيميائية بالبطاطا الحلوة والجزر!

أعلنت شركة “بيبسي-كو” الأمريكية، المالكة لعلامات شهيرة مثل “غيتوريد” و”شيتوس” و”دوريتوس”، في تحول مفاجئ نحو الصحة والاستدامة، عن إطلاق خطة شاملة لاستبدال الأصباغ الصناعية المستخدمة في منتجاتها بألوان طبيعية مستخلصة من الخضروات مثل البطاطا الحلوة والجزر والبابريكا والكركم، حسب ما نشره موقع Presse-citron.

وتسعى بيبسي، التي تأسست عام 1902 وكانت في بداياتها تروج لمشروب “نقي وخال من المواد الصناعية”، إلى العودة إلى جذورها بعد عقود من الاعتماد على الأصباغ الكيميائية الأرخص والأكثر سطوعا.

وتشير الأرقام إلى أن حوالي 40 في المائة من منتجات الشركة في السوق الأمريكية ما زالت تحتوي على هذه الأصباغ، لكن، ومع تصاعد وعي المستهلكين بمخاطر المواد المضافة، قررت الشركة الدخول في مرحلة إصلاح شاملة.

وتعمل فرق البحث والتطوير داخل بيبسيكو على ابتكار وصفات جديدة تعتمد على أصباغ طبيعية مقاومة لعوامل الزمن والإنتاج الصناعي.

فمشروبات مثل “ماونتن ديو” و”تشيري 7 أب” قد تعاد صياغتها باستخدام عصير البطاطا الحلوة البنفسجية، بينما يجري اختبار الكركم والبابريكا لتلوين وجبات “شيتوس” الحارة الشهيرة.

أما رقائق “توستيتوس صلصة فيردي”، فستتخلى عن أربعة أنواع من الأصباغ الصناعية لصالح الخروب الطبيعي.

وتأتي هذه الخطوة بعد تزايد الجدل العلمي حول ستة أصباغ صناعية لا تزال مرخصة من قبل وكالة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)، رغم أن دراسات عديدة ربطت بعضها باضطرابات سلوكية عند الأطفال.

ومن بين أكثرها انتشارا الصبغة الحمراء رقم 40، التي تدخل في أكثر من 26 ألف منتج غذائي في الولايات المتحدة.

وتوضح أماندا غريزدا، المديرة التنفيذية لتجربة المستهلك في بيبسي-كو، أن الشركة لا تسعى فقط إلى الالتزام بالقوانين، بل إلى الاستجابة لمخاوف الناس ومعتقداتهم الصحية.

غير أن الطريق ليس سهلًا، إذ يستغرق تطوير بديل طبيعي من سنتين إلى ثلاث سنوات لضمان استقرار اللون دون التأثير على الطعم أو التكلفة.

أما في أوروبا ، فالوضع أكثر تقدمًا. فالقوانين الأوروبية شددت منذ عام 2010 على ضرورة الإشارة إلى أن بعض الأصباغ “قد تؤثر على النشاط والانتباه لدى الأطفال”، ما دفع الشركات، ومنها بيبسي-كو، إلى اعتماد ألوان طبيعية منذ سنوات في منتجاتها الأوروبية.

وبهذه الخطوة، تسعى بيبسي إلى ترميم ثقة المستهلكين وإعادة تعريف مفهوم اللون في عالم الصناعات الغذائية، في وقت تتزايد فيه الدعوات العالمية لتقليل الاعتماد على المواد الكيميائية في الأطعمة والمشروبات.

@ آلاء عمري