آخر الأخبار

في مثل هذا اليوم تخلى طه حسين عن الوزارة بسبب الجزائر

شارك
بواسطة محمد،قادري
صحفي جزائري مختص في الشأن السياسي الوطني و الدولي .
مصدر الصورة
الكاتب: محمد،قادري

في مثل هذا اليوم تخلى طه حسين عن الوزارة بسبب الجزائر

فى مقال منشور بصحيفة اليوم السابع المصرية خصصه الكاتب الصحفي سعيد الشحات ليوم الفاتح أكتوبر 2025، أعاد تسليط الضوء على واقعة استقالة عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين من وزارة المعارف في حكومة مصطفى النحاس باشا سنة 1951، مؤكدًا أن هذه الاستقالة ارتبطت مباشرة بمشروع إنشاء معهد ثقافي مصري في الجزائر.

مصدر الصورة

بداية الخلاف

أوضح الشحات، نقلًا عن كتاب ما بعد الأيام للدكتور محمد حسن الزيات، أن حكومة النحاس باشا اجتمعت يوم 30 سبتمبر 1951 وناقشت مقترح طه حسين بإنشاء معهد مصري في الجزائر، يهدف إلى نشر الثقافة العربية وتعليم اللغة العربية. وأضاف أن وزير الخارجية محمد صلاح الدين باشا هاجم المشروع معتبرًا إياه مجرد “قشور” لا تساهم في مواجهة الاستعمار.

وأكد الشحات أن هذا الموقف دفع طه حسين، في اليوم الموالي، إلى إملاء خطاب استقالته على سكرتيره، وجاء فيه: “لست أرى بأسا من أن يعدل مجلس الوزراء عن إنشاء معهد الجزائر ويلغى المعاهد المماثلة في مدريد ونيس وأثينا، فكل هذه قشور لا تحارب الاستعمار ولا تحقق استقلال الأمم العربية”

تمسك طه حسين بمشروع الجزائر

وأشار الشحات إلى أن النحاس باشا رفض الاستقالة، لكن طه حسين تمسك بموقفه قائلا إن الجزائريين يرحبون بالمعهد بل يطالبون به. وأضاف أن السفير الفرنسي في القاهرة أبدى ترحيبًا أوليًا، غير أن باريس لجأت إلى التسويف وطرح أسئلة لا معنى لها لتأجيل المشروع.

وأكد طه حسين – حسب ما ينقله الزيات – أن الهدف من المعهد هو مقاومة محاولات فرنسة الجزائر ودعم هويتها العربية والإسلامية، مشيرًا إلى أن وزارة المعارف كانت تفكر أيضًا في إنشاء مدارس مصرية ثانوية في شمال إفريقيا على غرار مدارس “الليسيه” الفرنسية، ولو توفرت الإمكانات لفرضت مصر هذه المشاريع في مواجهة الاستعمار.

دلالة الاستقالة

واعتبر الشحات أن استقالة طه حسين لم تكن مجرد خلاف إداري بل موقف مبدئي يرتبط بالجزائر وبالقضية العربية عامة، موضحًا أن العميد رأى في الثقافة سلاحًا لا يقل قوة عن السياسة في مواجهة الاستعمار. وأضاف أن تمسكه بمشروع الجزائر كان تعبيرًا عن إيمانه بأن دور مصر الثقافي يجب أن يمتد إلى كل الأقطار العربية.

وختم الشحات مقاله في اليوم السابع بالتأكيد على أن هذه الواقعة تظل شاهدة على التلاحم الفكري بين مصر والجزائر، وتجسد كيف جعل طه حسين من قضايا الأمة جزءًا من مشروعه الفكري والثقافي.

شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا