غيّر شاب جزائري مجرى حياته في فرنسا بعمل بطولي لفت أنظار الرأي العام، حيث أنقذ عبد القادر حمة شريف، عامل في ورشات الألياف البصرية، عجوزا في الـ93 سنة من هجوم كلب شرس، ما دفع السلطات الفرنسية إلى التراجع عن قرار ترحيله.
وتقول مصادر إعلامية فرنسية أن الحادثة تعود الى تاريخ 17 سبتمبر الجاري بمدينة ترميوك في إقليم فينيستير غرب فرنسا، عندما شاهد عبد القادر العجوز يتعرض لهجوم عنيف من كلب من نوع مالينوا. وروى الشاب الجزائري قائلا إنه كان يحيي الضحية بشكل يومي أثناء عمله، قبل أن يفاجأ بسماع صرخاته ونداءاته بعد أن انقض عليه الحيوان المفترس.
من جهته أسرع العامل الجزائري لإنقاذ الرجل دون التفكير في عواقب الموقف، وقال: “لم أفكر في نفسي، فقط ركضت لمساعدته”.
وتمكن بصعوبة من السيطرة على الكلب عبر الإمساك بطوقه وطرده بعيدا، مانعا وقوع الأسوأ. وجرى نقل الضحية إلى المستشفى لتلقي العلاج، فيما أكد أقاربه أن تدخله أنقذ حياته من موت محقق.
وتشير التفاصيل المتاحة، الى أن عبد القادر يعيش منذ 2020 في فرنسا حيث عمل بجد في مشاريع البنية التحتية للألياف البصرية، إلا أنه كان يواجه خطر الترحيل بسبب صدور قرار “الالتزام بمغادرة التراب الفرنسي” المعروف بـ (OQTF). واعترف الشاب بأنه كان يعيش في قلق دائم قائلا: “أدفع الإيجار وأعمل منذ خمس سنوات، لكن قرار الترحيل حرمني النوم براحة”.
والجدير بالذكر أن هذه الحادثة ساهمت في تسليط الضوء على وضعيته الإنسانية. فقد اعتبر سكان ترميوك أنه بطل حقيقي رغم رفضه هذا الوصف، مؤكدين أن شجاعته أنقذت حياة جار مسن. وأمام هذا التضامن الشعبي، قررت السلطات تعليق قرار طرده من البلاد.
في المقاب ، عبر عبد القادر عن امتنانه قائلا إنه لا يريد شيئا سوى أن يعيش حياة طبيعية ويواصل عمله، مضيفا: “الأهم عندي أن الرجل ما زال على قيد الحياة”.
يبقى أن هذه الواقعة أبرزت التناقض الذي يعيشه بعض المهاجرين في فرنسا ، إذ يساهمون في المجتمع ويعيشون بشكل مندمج، لكنهم يظلون تحت تهديد دائم بالطرد. وتطرح الحادثة، أسئلة عميقة حول سياسات الهجرة وكيفية الموازنة بين القوانين والاعتراف بقيمة الأفراد الذين أثبتوا شجاعتهم واندماجهم.
@ آلاء عمري