أصبح رجل الأعمال الأمريكي لاري إليسون، مؤسس شركة “أوراكل”، الرجل الأكثر ثراء في العالم بثروة تقدر بنحو 400 مليار دولار، متقدما على إيلون ماسك الذي تقدر ثروته بحوالي 385 مليار دولار.
وكشف تقرير لموقع 20 minutes أن إليسون البالغ من العمر 81 عاما لم يولد وفي يده مفاتيح النجاح، أو في فمه ملعقة ذهب كما يقال، فقد ولد في حي فقير بمدينة نيويورك عام 1944 وتخلى عنه والداه في الأشهر الأولى من حياته، قبل أن يتولى عمه وخالته تربيته في شيكاغو.
ورغم فشله الدراسي، اتجه مبكرا إلى عالم البرمجة والإلكترونيات، حيث عمل على مشروع لصالح وكالة المخابرات المركزية الأمريكية عرف باسم “أوراكل”، وهو الاسم الذي تبنته لاحقا شركته العملاقة.
أسس إليسون شركة “أوراكل” سنة 1977 برأسمال لا يتجاوز ألفي دولار، ليحولها بعد عقود إلى إحدى أكبر شركات التكنولوجيا في العالم، تبلغ قيمتها السوقية اليوم أكثر من 650 مليار دولار.
ويمتلك إليسون وحده 41 بالمئة من أسهمها، بعد أن تخلى عن منصبه كمدير تنفيذي عام 2014، لكنه ظل الرجل القوي الذي يحدد مسارها.
واستثمر إليسون بقوة في تقنيات الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي، وأعلن في تصريحات مثيرة أن هذه التكنولوجيا ستسمح باكتشاف السرطان من خلال تحليل عينات دم وصناعة لقاحات شخصية خلال 48 ساعة فقط. وقد عكست هذه الوعود الصادمة والجريئة طموح شخصية وصفت دائما بالمندفعة والمثيرة للجدل.
مارس إليسون أسلوبا تجاريا شرسا جعله خصما لا يرحم في عالم الأعمال، لكنه في حياته الخاصة عاش البذخ بلا حدود. فقد اشترى جزيرة “لاناي” في هاواي مقابل 300 مليون دولار، وبنى قصرا على الطراز الياباني في كاليفورنيا، وامتلك يخوتا وسيارات فاخرة وعقارات فارهة. كما استثمر في الرياضة من خلال امتلاك بطولة التنس “إنديان ويلز” والمشاركة في منافسات كأس أمريكا للإبحار، حتى السينما لم تسلم من حضوره، حيث ظهر بدور قصير في فيلم “Iron Man 2”.
ارتبط إليسون كذلك بالسياسة، حيث يعد من أبرز حلفاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. فقد دعم حملاته منذ 2016 ووضع عددا من كوادر “أوراكل” ضمن فريقه الانتقالي.
وشارك مطلع هذا العام في اجتماع بالبيت الأبيض حول مشروع “ستارغيت”، الذي يهدف إلى بناء مراكز بيانات عملاقة خاصة بالذكاء الاصطناعي إلى جانب محطات كهربائية ضخمة، حيث أكد أن هذا المشروع سيؤدي إلى بناء “أكبر حاسوب في التاريخ”.
وهكذا يقدم صعود إليسون قصة نجاح أمريكية استثنائية، لكنها أيضا قصة شخصية لا تخلو من الجدل والصخب، جعلت من مؤسس “أوراكل” ليس فقط أغنى رجل على وجه الأرض، بل واحدا من أكثرهم إثارة للجدل.
@ آلاء عمري