هؤلاء جميعهم من مواليد 2010 وأكبرهم قد يكون من مواليد 2008.. لا أحد منهم يتحمّل مسؤولية نفسه كلهم لا يزالون في كنف آبائهم أو عائلاتهم..
لا يعرفون من شظف العيش شيئا.. لم تنبت في وجوهم شعيرات البلوغ أصلا..!
لا يعرفون من المسؤولية شيئا.. يُفترض أن أذهانهم خالية إلا من الدراسة التي تعتبر أكبر تحد في حياة من هو في سنهم..
سألتُ نفسي ماذا كان طموحي ساعة كنت في عمر الواحد منهم؟!.. هل كنت أفكر في الهجرة أو هل حدث أن هاجر بطريقة غير شرعية من كان في عمرهم قبل 17 عاما؟!..
نعم كانت هناك قوارب الهجرة غير الشرعية وكان الكثير من الشباب يهرب ولكن لم يكونوا في هذا العمر.. وحتى من هاجر منهم كان عنده وعي واستطاع أن يصنع لنفسه وضعية هناك..
بينما نرى الحراڤة اليوم كل همهم الأكل والشرب المجاني والعيش عالة هناك وإدمان المخدرات والغرق في إشباع الشهوات..
وصار كل هذا متاحا للجميع أن يطلع عليه بفضل هذه الوسائط المدمرة ما جعل الجميع يتمنى أن يحيى هذه الحياة..
مع ضعف الوازع الديني في الأسر وانعدام التربية السليمة التي تنشئ جيلا سويا نفسيا وسلوكيا..
مع شيوع الفواحش والمخدرات وسهولة مسالك الغواية.. كل ما في هذا الزمن يدفع بالإنسان نحو الفساد..
سهل جدا أن نرمي بالمسؤولية على غيرنا في هذا الوضع وقد يكون في هذا إراحة لضمائرنا، لكن طالما لا نريد مواجهة واقعنا ونخشى أن نتطلع إلى فسادنا في مرآة أنفسنا فسنظل بعيدين عن الاهتداء إلى الحل..
✍️ بقلم: ياسين إعمران