آخر الأخبار

حيتان قاتلة تهاجم المراكب وتغرق سفنا قبالة إسبانيا!

شارك

تتصاعد المخاوف في إسبانيا والبرتغال بعد تزايد الهجمات الغامضة التي تشنها الحيتان القاتلة المعروفة باسم “الأوركا” على مراكب شراعية وسفن صغيرة منذ سنة 2020.

وأكد تقرير نشرته صحيفة لوفيغارو الفرنسية أن هذه الحيتان ركزت هجماتها على الدفات الخلفية للسفن، ما تسبب في مئات الحوادث وغرق ستة مراكب، حسب معطيات وزارة البيئة والتحول الديمغرافي الإسبانية.

وأوضحت الإحصاءات الرسمية أن ما لا يقل عن 673 حادثة تفاعلية بين الأوركا والمراكب وقعت خلال أربع سنوات، امتدت من مضيق جبل طارق إلى سواحل غاليسيا في شمال إسبانيا. وأبرز التقرير أن معظم هذه الحوادث استهدفت المراكب التي يقل طولها عن عشرين مترا، لكون دفاتها ضعيفة وسهلة الكسر، وهو ما أكدته أيضا مجلة الملاحة السويسرية “سكيبرز”.

وقد طمأن العلماء الرأي العام بأن هذه الهجمات لا تشكل خطرا مباشرا على حياة البشر، إذ لم تسجل أي إصابة بشرية، لكن الأضرار المادية كانت جسيمة. ويرجح الخبراء أن الدفات بالنسبة للأوركا ليست سوى وسيلة للتسلية، تشبه الكرة بالنسبة للأطفال، حيث تستمتع هذه الحيتان بضربها وتحطيمها دون قصد عدواني.

وقارن الباحثون هذه التصرفات بسلوكيات أخرى رصدت في مناطق بعيدة مثل كندا، حيث لوحظت حيتان تحمل سمكة على رأسها كلعبة أو تقدم طرائد للإنسان كنوع من الفضول. وهذا يعزز فرضية أن ما يحدث في المحيط الأطلسي ليس عداء وإنما سلوك تجريبي أو ترفيهي.

وباشرت بدورها وزارة البيئة الإسبانية بالتعاون مع السلطات البرتغالية برنامجا علميا يتضمن تثبيت أجهزة تتبع عبر الأقمار الصناعية على مجموعة من الأوركا منذ مايو 2023. وتهدف هذه المبادرة إلى دراسة تحركاتها بشكل أدق ورسم خرائط تحدد المناطق الأكثر عرضة للاصطدامات، من أجل توجيه البحارة وتفادي الحوادث.

وأشارت الدراسات الميدانية إلى أن هذه المجموعة من الأوركا تنتمي إلى سلالة محلية مهددة بالانقراض، مما يفرض ضرورة التوفيق بين حماية الملاحة البحرية وصون هذا النوع النادر. لذلك يجري حاليا التفكير في تعديل بعض المسارات البحرية وتكثيف حملات التوعية لمرتادي البحر.

وخلصت صحيفة لوفيغارو إلى أن هذه الظاهرة باتت تشكل لغزا حقيقيا للعلماء، لكنها في الوقت نفسه تفتح بابا واسعا لفهم أعمق لعالم الكائنات البحرية الذكية التي تثبت يوما بعد يوم أنها ليست مجرد مفترسات بل أيضا كائنات قادرة على اللعب والتجربة وربما حتى التواصل مع البشر بطرق غير مألوفة.

@ آلاء عمري

الإخبارية المصدر: الإخبارية
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا