فاجأ النجم العالمي دينزل واشنطن جمهوره ومحبي الفن السابع حين كشف في مقابلة مطولة مع مجلة GQ عن قرار صادم يتمثل في توقفه التام عن مشاهدة الأفلام، مؤكدًا بعبارة مباشرة “أنا تعبت من السينما فعلًا”.
وجاء هذا الاعتراف خلال طاولة مستديرة جمعته بالمخرج الكبير سبايك لي والمغني اساب روكي، حيث أظهر الممثل الحائز على جائزتي أوسكار ملامح الإرهاق بعد أكثر من أربعة عقود من العمل الفني.
وأكد واشنطن أنه لم يعد يجد أي متعة في متابعة الأفلام ولا حتى في ارتياد قاعات السينما، مشددًا على أن المسافة بين المهنة والشغف تلاشت إلى حد الإنهاك. وعندما سأله سبايك لي، إن كان هذا الشعور نتيجة لمسيرته الطويلة التي تجاوزت الخمسين فيلمًا أجاب بابتسامة واضحة “نعم على الأرجح”.
وأعاد الممثل إلى الأذهان مواقفه السابقة من جوائز هوليوود إذ سبق أن صرح في بودكاست “Jake’s Takes” بأنه لا يسعى وراء التتويجات، معتبرًا أن الأوسكار لم يعد يعني له الكثير. وأوضح قائلًا “لقد فزت أحيانًا حين لم أستحق وربما خسرت حين كنت الأجدر ولا أبالي أين أضع هذه التماثيل فهي مجرد جوائز”.
ويعكس هذا الموقف رؤية إنسانية صادقة لفنان لطالما رفض الضغوط والتصنيفات التي تفرضها الصناعة السينمائية.
وقد أبرزت مسيرة واشنطن قدرته على تجسيد أدوار استثنائية جعلته أيقونة خالدة في تاريخ هوليوود مثل أدائه في فيلم “Glory” الذي منحه أول أوسكار عام 1989 ثم “Training Day” الذي رسخ صورته كأحد أعظم الممثلين في القرن الحالي. لكن خلف هذه النجاحات يخفي الرجل إرهاقًا نفسيًا حقيقيًا ورغبة في التحرر من قيود النجومية.
ولم يقتصر واشنطن على التعبير عن موقفه تجاه الفن بل أظهر أيضًا وعيًا إنسانيًا واسعًا تجاه قضايا العالم. وفي أكثر من مناسبة عبر عن تعاطفه مع المظلومين في مختلف بقاع الأرض. ورغم عدم صدور تصريح مباشر منه حول غزة مؤخرًا إلا أن مواقفه المناهضة للظلم والتمييز تؤكد انحيازه الدائم للعدالة والكرامة الإنسانية وهو ما يزيد من احترام جمهوره له.
ويواصل دينزل واشنطن حاليًا الترويج لفيلمه الجديد من توقيع سبايك لي “Highest 2 Lowest” غير أن كلماته الأخيرة أرسلت صدمة قوية في هوليوود وطرحت أسئلة حول ما إذا كان هذا الفنان الكبير يفكر في اعتزال مبكر أو مجرد أخذ مسافة من عالم الأضواء.