القبض على مغربي يقود شبكة تهريب من الجزائر لإسبانيا!

كشفت صحف إسبانية عدة عن تفكيك شبكة إجرامية خطيرة يقودها شخص من أصول مغربية، تنشط في تهريب المهاجرين غير الشرعيين من السواحل الجزائرية نحو مدينة ألميريا الإسبانية.

وأكدت صحيفة “ إلبايس ” أن العملية، التي قادها الحرس المدني الإسباني بدعم من اليوروبول، أسفرت عن اعتقال 14 شخصًا من جنسيات مغربية وجزائرية، والتحقيق مع ثمانية آخرين، إضافة إلى حجز 15 قاربًا سريعًا ومعدات متطورة وأسلحة نارية.

وكشفت التحقيقات أن هذه الشبكة الإجرامية استثمرت ما يقارب مليون أورو في تجهيز قوارب عالية السرعة، يصل طول الواحد منها إلى سبعة أمتار فقط، ومزودة بمحركات قوية ووسائل ملاحة وكمية كبيرة من الوقود.

وأكدت المصادر الأمنية، أن الرحلة، التي لا تتجاوز 160 كيلومتر وتستغرق حوالي أربع ساعات، كانت تباع بأسعار خيالية تصل إلى سبعة آلاف أورو للمقعد الواحد.

كما أظهرت المعطيات أن المهاجرين كانوا يحشرون بأعداد كبيرة في قوارب صغيرة، مما يجعلها مهددة بالغرق في أي لحظة. ومع ذلك، لم يمنع ارتفاع التكلفة والمخاطر المئات من خوض هذه المغامرة القاتلة، مدفوعين باليأس والبحث عن مستقبل أفضل في الضفة الأخرى من المتوسط.

وأشارت الصحف الإسبانية إلى أن الشبكة كانت تدير نشاطها باحترافية مافياوية، حيث كانت تتحكم في جميع تفاصيل الرحلة انطلاقًا من الأراضي الجزائرية وصولًا إلى السواحل الإسبانية.

كما بينت التحقيقات أن التمويل كان يتم عبر نظام “الحوالة” لتفادي مراقبة البنوك، وأن العصابة كانت تحقق أرباحا ضخمة من استغلال المهاجرين.

في السياق، أكدت السلطات أن العملية جاءت بعد أشهر طويلة من التحريات الدقيقة، التي شملت مراقبة الاتصالات وتتبع مسارات الأموال ومداهمة ثمانية مواقع في مدن إسبانية مختلفة. وأسفرت المداهمات عن حجز مبالغ مالية مهمة إلى جانب الأسلحة والمعدات التقنية.

ولفتت الصحف الإسبانية، إلى أن هذه القضية ليست سوى جزء من ظاهرة أكبر، حيث يحاول سنويًا آلاف المهاجرين عبور البحر المتوسط من الجزائر نحو أوروبا. وسجلت سنة 2024 وحدها وفاة أكثر من 400 جزائري غرقًا، في حين تمكن حوالي 9600 مهاجر من بلوغ السواحل الإسبانية.

إلى ذلك، تؤكد هذه العملية أن الهجرة غير الشرعية عبر المتوسط ما زالت تمثل تحديًا أمنيًا وإنسانيًا ضخمًا، في ظل استمرار الشبكات الإجرامية العابرة للحدود في استغلال أحلام المهاجرين وتحويلها إلى تجارة مربحة قائمة على بيع الموت بأثمان باهظة.

@ آلاء عمري