FBI: عشرة ملايين دولار لمن يسقط "الجد" المكسيكي!

أعلن مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي FBI عن مكافأة ضخمة قدرها 10 ملايين دولار لمن يقدم أي معلومة تؤدي إلى اعتقال أخطر زعماء الجريمة المنظمة في المكسيك، خوان خوسيه فاريا ألفاريز، المعروف بلقب “الجد” أو “إل أبويلو”.

وأكدت صحيفة “ لوفيغارو ” الفرنسية أن الرجل تحول خلال العقد الأخير إلى أحد أبرز أباطرة تهريب المخدرات في العالم.

وصعد”الجد” في عالم الجريمة عبر تظاهره بالدفاع عن المزارعين والفقراء في ولاية ميتشواكان جنوب غرب المكسيك. فقد قدم نفسه في البداية كقائد لمجموعات الدفاع الذاتي التي ظهرت لمواجهة بطش العصابات، لكنه سرعان ما انقلب إلى زعيم مافيوزي يسيطر اليوم على تحالف إجرامي يعرف بـ”الكارتلات المتحدة”.

هذه الشبكة تتهمها واشنطن بالضلوع في إنتاج وتهريب المخدرات الصناعية وعلى رأسها الأفيونيات التي تغرق الأسواق الأمريكية وتتسبب في وفيات بالآلاف سنويًا.

من جهتها، صرحت وزيرة العدل الأمريكية باميلا بوندي في بيان رسمي أن التهم الموجهة إلى “الجد” وحلفائه تهدف إلى تفكيك الكارتلات المتحدة وتقديم قادتها للعدالة بعد أن نشروا الموت والدمار بين المواطنين الأمريكيين.

وأضافت أن الحكومة مصممة على ملاحقة هذه الشبكات التي لا تكتفي بتهريب المخدرات بل تجند المرتزقة وتستخدم العبوات الناسفة وتزود الفلاحين بأسلحة حربية في مناطق نفوذها.

وأشار المقال أيضًا إلى أن وزارة الخارجية الأمريكية كانت قد أدرجت منذ فيفري الماضي الكارتلات المتحدة على لائحة “المنظمات الإجرامية الأجنبية الكبرى”.

وفتحت هذه الخطوة الباب أمام تعاون أمني وقضائي أوسع بين واشنطن ومكسيكو لملاحقة الشبكة، خاصة أن تقارير استخباراتية تتحدث عن تورطها في تهريب الأسلحة والمخدرات عبر الحدود وتوظيف تقنيات حديثة مثل الطائرات المسيرة.

في المقابل، شدد مكتب التحقيقات الفيدرالي على أن المكافأة المرصودة، والبالغة 10 ملايين دولار، تعد واحدة من أكبر الجوائز التي رصدها في حربه ضد زعماء الجريمة المنظمة.

والهدف منها هو تشجيع من يملك أي معلومة تقود إلى القبض على فاريا ألفاريز الذي يعتبر حاليًا العدو الأول للولايات المتحدة في معركتها مع عصابات المخدرات في أمريكا اللاتينية.

وهكذا، تدخل واشنطن مرحلة جديدة من صراعها الطويل مع الكارتلات التي ما تزال رغم الحملات العسكرية والأمنية تحكم مناطق واسعة من المكسيك وتفرض قوانينها الخاصة.

ويجسد “الجد” الوجه الأكثر خطورة لهذه العصابات، فهو رجل بدأ بواجهة المدافع عن المظلومين، قبل أن يتحول إلى بارون دموي يقود إمبراطورية من السموم والسلاح.

@ آلاء عمري