آخر الأخبار

أبو جرة سلطاني رئيساً لمنتدى الوسطية العالمي

شارك
بواسطة محمد،قادري
صحفي جزائري مختص في الشأن السياسي الوطني و الدولي .
مصدر الصورة
الكاتب: محمد،قادري

الجزائرالٱن _ في خطوة تحمل رمزية عالية، وعلى هامش فعاليات المؤتمر العالمي لنصرة فلسطين المنعقد تحت شعار “غزة: مسؤولية إسلامية وإنسانية”، شهد المنتدى العالمي للوسطية تطوراً مهماً في هيكله القيادي. عقد مكتب المنتدى اجتماعه السنوي وأجرى تجديداً شاملاً لهياكله التنظيمية العالمية، في توقيت يعكس الحرص على مواكبة التحديات الراهنة التي تواجه الأمة الإسلامية .

هذا التوقيت الاستراتيجي لعملية التجديد القيادي، بالتزامن مع مؤتمر نصرة فلسطين، يؤكد على الترابط الوثيق بين قضايا الأمة ومسؤوليات المؤسسات الفكرية والدينية في التعامل مع الأزمات المعاصرة. كما يعبر عن الرؤية الشمولية للمنتدى الذي يربط بين الفكر الوسطي والمواقف العملية من القضايا الإنسانية الكبرى .

ثقة إجماعية في القيادة الجزائرية

في لحظة تاريخية مميزة، وقع اختيار الأعضاء على الشيخ أبو جرة سلطاني لتولي رئاسة المنتدى العالمي للوسطية، وذلك بتزكية جماعية من جميع أعضاء المكتب دون استثناء. هذا الإجماع النادر في الانتخابات المؤسسية يعكس الثقة الاستثنائية التي يحظى بها الشخصية الجزائرية، والاعتراف الواسع بإسهاماته في نشر الفكر الوسطي والاعتدالي على مدى عقود طويلة .

التزكية الجماعية تحمل دلالات عميقة تتجاوز الاختيار الشخصي لتؤكد على النضج المؤسسي للمنتدى وقدرته على اتخاذ قرارات استراتيجية بالتوافق. كما تشير إلى الاحترام الكبير الذي تحظى به المدرسة الجزائرية في الفكر الإسلامي المعتدل، والثقة في قدرتها على قيادة مؤسسة عالمية بهذا الحجم والتأثير .

تشكيل فريق قيادي متنوع ومتكامل

لم يقتصر التجديد على منصب الرئاسة، بل شمل المناصب القيادية الأخرى حيث تمت تزكية الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل، وزير الخارجية السوداني الأسبق، نائباً للرئيس، بينما تولى مروان الفاعوري منصب الأمين العام. هذا التنوع الجغرافي والتخصصي في القيادة يعكس الطابع العالمي للمنتدى وحرصه على الاستفادة من الخبرات المتنوعة .

اختيار شخصيات من خلفيات مهنية وجغرافية متنوعة يؤكد على رؤية المنتدى الشمولية التي تجمع بين العمق الفكري والخبرة العملية في العمل الدبلوماسي والإداري. هذا التكامل في التخصصات يعد رصيداً قوياً لمواجهة تحديات المرحلة القادمة .

إرث الرؤساء السابقين والاستمرارية القيادية

يأتي انتخاب أبو جرة سلطاني كثالث رئيس للمنتدى العالمي للوسطية، خلفاً لسلسلة من الشخصيات المؤثرة التي قادت المؤسسة منذ تأسيسها قبل حوالي عقدين من الزمن. الإمام الصادق المهدي من السودان كان الرئيس المؤسس الذي وضع الأسس الفكرية والتنظيمية للمنتدى، وبعد وفاته رحمه الله في 26 نوفمبر 2020، تولى الشيخ عبد الفتاح مورو من تونس قيادة المؤسسة بكفاءة عالية .

هذا التسلسل القيادي يظهر حرص المنتدى على الاستمرارية المؤسسية والحفاظ على رسالته الفكرية عبر الأجيال. كما يعكس الثقة المتبادلة بين مختلف المدارس الفكرية الإسلامية في العالم العربي، حيث انتقلت القيادة من السودان إلى تونس ثم إلى الجزائر، مما يؤكد على الطابع التكاملي للعمل الفكري الإسلامي .

الانتشار العالمي والتأثير المؤسسي

يتميز المنتدى العالمي للوسطية بانتشاره الواسع عبر العالم، حيث يضم مكاتب في أغلب أقطار العالم العربي والإسلامي. هذا التوزيع الجغرافي الواسع يعكس الحاجة الماسة لفكر الوسطية والاعتدال في ظل التحديات المعاصرة التي تواجه الأمة الإسلامية، من التطرف والغلو إلى التحديات السياسية والاجتماعية المختلفة .

الشبكة العالمية للمنتدى تمكنه من التأثير المباشر في الرأي العام الإسلامي وتوجيه الخطاب الديني نحو الاعتدال والوسطية، مما يجعله رافداً مهماً في مواجهة التيارات المتطرفة وتعزيز قيم التسامح والحوار الحضاري .

اعتراف بالإسهام الفكري المتميز لسلطاني

يأتي انتخاب الشيخ أبو جرة سلطاني في 23 أوت 2025 تتويجاً لمسيرة فكرية امتدت لأكثر من أربعة عقود، كرسها لنشر الفكر الوسطي في الجزائر وجميع أنحاء العالم. هذه المسيرة الطويلة والمتواصلة في خدمة الفكر الإسلامي المعتدل جعلته يحصل مؤخراً على جائزة “كتاب الوسطية” تقديراً لدوره الرائد في هذا المجال .

الاعتراف الدولي بجهود سلطاني لم يقتصر على المستوى النظري، بل شمل العمل العملي والميداني في نشر قيم الوسطية عبر كل الوسائل المتاحة. هذا التنوع في أساليب العمل الدعوي والفكري جعله شخصية مؤثرة ومحترمة في الأوساط الإسلامية المختلفة .

شرف للجزائر وتكريم مستحق للكفاءات الوطنية

يمثل هذا الانتخاب تكريماً للجزائر ولمدرستها الفكرية المعتدلة التي تجمع بين العمق التراثي والانفتاح على المعاصرة. الثقة الدولية في القيادة الجزائرية تعكس المكانة المرموقة التي تحتلها الجزائر في الفضاء الإسلامي، وقدرة علمائها ومفكريها على قيادة المؤسسات العالمية بكفاءة واقتدار .

هذا التكريم يأتي في وقت تحتاج فيه الأمة الإسلامية إلى قيادات فكرية معتدلة قادرة على مواجهة التحديات المعاصرة بحكمة وتوازن، مما يجعل من انتخاب سلطاني بشرى خير للمنتدى وللعمل الإسلامي المعتدل بشكل عام.

شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا