آخر الأخبار

خبير فلسطيني يدعو لاستلهام النموذج الجزائري في مواجهة "النازية الصهيونية"

شارك
بواسطة محمد،قادري
صحفي جزائري مختص في الشأن السياسي الوطني و الدولي .
مصدر الصورة
الكاتب: محمد،قادري

خبير فلسطيني يدعو لاستلهام النموذج الجزائري في مواجهة “النازية الصهيونية”

الجزائرالٱن _ في ختام حديث مطول وحاد مع قناة الجزيرة مباشر ، وجّه الدكتور أنيس قاسم، الرئيس السابق للمؤتمر الشعبي الفلسطيني في الخارج والخبير في القانون الدولي، نظر الشعب الفلسطيني إلى تجارب تاريخية ملهمة في مقاومة الاستعمار والاحتلال. قاسم أكد أن “ثمن الحرية باهظ، لكنه لا مفر منه”، مستشهداً بنماذج عالمية نجحت في كسر قيود الهيمنة الاستعمارية رغم التضحيات الجسيمة.

الخبير القانوني الفلسطيني خصّ بالذكر التجربة الجزائرية كمثال حي على إمكانية تحقيق الاستقلال مهما كان الثمن غالياً، قائلاً: “يجب أن نستلهم تجربة الجزائر التي دفعت ثمناً غالياً من أجل نيل استقلالها، فنحن اليوم أمام نسخة جديدة من النازية يجب كسرها بمقاومة صلبة.” هذه الدعوة تأتي في سياق أوسع يربط بين النضال الفلسطيني المعاصر والحركات التحررية التاريخية التي أثبتت أن الإرادة الشعبية قادرة على هزيمة أقوى آلات القمع العسكري.

الدرس الفيتنامي والجزائري: صمود يكسر أسطورة التفوق العسكري

إلى جانب الجزائر، أشار قاسم إلى التجربة الفيتنامية كنموذج آخر يبرهن على أن التفوق العسكري والتكنولوجي للقوى المحتلة ليس ضماناً للانتصار النهائي. هذا التوازي بين النضال الفلسطيني والتجارب التحررية العالمية يعكس رؤية استراتيجية تقوم على الاستفادة من دروس التاريخ في مواجهة التحديات الراهنة.

الخبير الفلسطيني يرى في هذين النموذجين – الجزائري والفيتنامي – دليلاً قاطعاً على أن الشعوب المقهورة قادرة على تحقيق أهدافها التحررية عندما تتسلح بالعزيمة والصبر الاستراتيجي، حتى لو واجهت قوى عسكرية متفوقة تكنولوجياً ولوجستياً. هذه الرؤية تمنح البعد النفسي والمعنوي للمقاومة أهمية لا تقل عن البعد العسكري المباشر.

تشخيص قاسي للواقع الفلسطيني المعاصر

الدكتور قاسم لم يكتف بالحديث عن الدروس التاريخية، بل قدم تشخيصاً قاسياً للوضع الفلسطيني الراهن، مؤكداً أنه لا توجد “بارقة أمل قريبة لإنهاء معاناة الفلسطينيين” في ظل ما وصفه بـ”الصمت العربي والدولي المخزي”. هذا التقييم المتشائم للوضع الآني يجعل الاستلهام من التجارب التحررية التاريخية ضرورة حتمية وليس مجرد رفاهية فكرية.

قاسم شدد على أن رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو “يرفض أي حلول سياسية ويمضي نحو الانتحار السياسي” عبر استمرار العدوان، مما يجعل خيار المقاومة الصلبة – على غرار النموذج الجزائري – الطريق الوحيد المتاح للشعب الفلسطيني.

جرائم حرب منهجية تستدعي مقاومة استراتيجية

الخبير القانوني وصف ما يحدث في غزة بأنه “مقتلة قاسية جداً”، مؤكداً أن استهداف المستشفيات والأطباء واستخدام “سلاح التجويع” يشكل “جريمة حرب محرمة دولياً”. هذا التوصيف القانوني الدقيق يضع النضال الفلسطيني في إطار قانوني وأخلاقي يبرر اللجوء إلى كافة أشكال المقاومة المشروعة.

قاسم اعتبر أن هذه الممارسات تكشف “الانحطاط الفكري والأخلاقي” للجيش الإسرائيلي، وأن التدمير الممنهج الذي يستهدف الأطفال يهدف إلى منع الشعب الفلسطيني من “إعادة إنتاج نفسه”، ضمن ما وصفه بـ”خطة إبادة متكاملة”. هذا التشخيص يضع المقاومة الفلسطينية في سياق وجودي يتجاوز المطالب السياسية التقليدية.

عملية 7 أكتوبر نقطة تحول استراتيجية

رأى الدكتور قاسم في عملية 7 أكتوبر لحظة فاصلة “غيّرت المعادلات العالمية”، حيث دفعت عدة دول إلى “كسر حاجز الصمت وانتقاد الكيان الصهيوني علناً بعد عقود من التواطؤ أو التجاهل”. هذا التقييم يضع العملية في سياق استراتيجي أوسع يتجاوز النتائج العسكرية المباشرة ليشمل التأثير على الرأي العام العالمي والمواقف الدبلوماسية.

برغم إقراره بـ”الثمن البشري الباهظ”، اعتبر قاسم أن هذه “اللحظة المفصلية كانت ضرورية” لمواجهة ما أسماه “النازية الصهيونية”. هذا الربط بين التضحية الآنية والمكاسب الاستراتيجية طويلة المدى يعكس فهماً عميقاً لطبيعة النضال التحرري، على غرار ما شهدته الجزائر خلال حرب الاستقلال.

إعادة تعريف المقاومة في العصر الحديث

من خلال دعوته لاستلهام التجربة الجزائرية، يقدم الدكتور قاسم رؤية شاملة للمقاومة تتجاوز العمل العسكري المباشر لتشمل الصمود الشعبي والثبات على الأرض والاستعداد لدفع الثمن مهما كان غالياً. هذا المفهوم الشامل للمقاومة يجعل من كل فلسطيني مقاوماً بطريقته، تماماً كما حدث في الجزائر حيث شارك الشعب بكامله في حرب التحرير.

الدعوة لاستلهام النموذج الجزائري تحمل في طياتها رسالة مفادها أن النضال الفلسطيني ليس معزولاً عن سياق تاريخي أوسع من حركات التحرر العالمية، وأن الصمود والمثابرة – رغم قسوة الثمن – هما السبيل الوحيد للوصول إلى الهدف المنشود: الحرية والاستقلال.

شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا