آخر الأخبار

إقبال كثيف على دورات اللغة الإنجليزية بالجزائر

شارك

شهدت مراكز تعليم اللغات هذا الصيف الإقبال الكبير، حيث تشكلت طوابير طويلة أمام هذه المراكز لا تقل عن تلك التي نشاهدها على الشواطئ، حيث في الجزائر الوسطى وكثير من المدن الأخرى، تشهد دورات اللغة الانجليزية الإقبال الشديد.

تسابق الأولياء والطلاب للحصول على مقعد حتى قبل انتهاء السنة الدراسية، هذا الإقبال المكثف يفسره اقتناع مشترك بأن إتقان لغة شكسبير لم يعد مجرد ميزة إضافية، بل ضرورة حتمية.

وفي جسر قسنطينة، يجسد مراكز تعليم الانجليزية هذا التوجه بشكل مثالي، فمنذ الأسابيع الأولى من شهر جوان، انفجرت طلبات التسجيل، يقول، صاحب أحد المراكز: “غمرتنا الطلبات لدرجة أننا اضطررنا لمضاعفة بعض الحصص”، ويضيف: “الأولياء يريدون بشدة أن يستفيد أطفالهم من فترة الصيف للتقدم في الإنجليزية”.

بالنسبة لكثير من العائلات، الأمر لا يتعلق فقط بشغل وقت الأطفال أثناء العطلة، الانجليزية تعتبر جواز سفر حقيقيا للمستقبل.

في قاعة الانتظار بالمركز، تحكي نبيلة والدة تلميذ في المتوسط: “سجلت ابني منذ شهر ماي، وإلا كنت أعلم أني لن أجد مكانا. اليوم كل شيء مكتظ!”. وتوضح الأسباب التي دفعتها لاختيار الانجليزية: “اليوم كل شيء يمر عبر الانجليزية: الدراسات العليا، الفرص المهنية، حتى الولوج للأنترنت والتقنيات الحديثة”.

سفيان أب لطفلين في العاشرة والثانية عشرة من العمر، يؤكد: “بدلا من تركهما يقضيان كل الصيف أمام الشاشات، أفضل أن يتعلما شيئا مفيدا. والإنجليزية تفتح أبوابا كثيرة”.

الرأي نفسه تعبر عنه نادية، مدرسة ووالدة: “في محيطي، معظم الأولياء لا يفهمون إلا بالإنجليزية. نريد أن نعطي أطفالنا أحسن الفرص لمستقبلهم”.

هذا الاهتمام المتجدد يغذيه أيضا التوجهات الجديدة لوزارة التربية الوطنية. مسؤولو القطاع كثفوا في الأشهر الأخيرة من التصريحات التي تؤكد أهمية الانجليزية في المسار الدراسي. إشارة قوية لم تفت على الأولياء. بل إن السلطات خطت خطوة عملية بقرارها إدراج تدريس الانجليزية ابتداء من السنة الثالثة ابتدائي، إجراء حظي بترحيب كثير من التربويين ويؤكد المكانة المحورية التي يجب أن تحتلها هذه اللغة من الآن فصاعدا.

تقول هند، والدة لثلاثة تلاميذ: “نريد أن يتقدم أطفالنا قبل الدخول المدرسي. تسجيلهم منذ الصيف طريقة لإعدادهم للمتطلبات المدرسية الجديدة”.

من جانب التلاميذ، تلقى المقاربة الترفيهية إعجابا كبيرا. إذا كان بعض الشباب “مسجلين بالإجبار” في البداية، فإن كثيرين منهم ينتهون بالاستمتاع ويكتشفون متعة التعلم بطريقة مختلفة.

الدروس المقترحة في المراكز تمزج بين الألعاب وورشات المحادثة والأغاني وحتى المسرحيات الصغيرة بالإنجليزية. تشرح أستاذة، المدرسة في هذه المدرسة للغات: “نستخدم طرقا تفاعلية، وألعابا، وورشات مسرح وحتى خرجات ثقافية بالإنجليزية”. وتضيف: “الأطفال لا يشعرون أنهم في المدرسة، بل يستمتعون وهم يتعلمون”.

لمياء، إحدى الأمهات، تعبر عن فرحتها: “ابني ينتظر كل حصة بفارغ الصبر. في البيت يستمتع بتكرار جمل بالإنجليزية، وهذا انتصار حقيقي”.

إذا كان الاهتمام بالإنجليزية ليس جديدا، فإن حجم الإقبال المسجل هذا الصيف غير مسبوق. يحلل محمد صاحب أحد المراكز “العائلات فهمت أن الفرنسية لم تعد كافية. الإنجليزية أصبحت لغة العلوم والأعمال والرقمنة”.

الحقيقة أن تعلم الإنجليزية لم يعد مجرد موضة عابرة، بل تطور جوهري حقيقي وهذا الصيف أكد ذلك. بين رغبة الأولياء وحماس الأطفال والتوجهات الجديدة للمدرسة، تفرض لغة شكسبير نفسها تدريجيا كركيزة لمستقبل التعليم في الجزائر.

الإخبارية المصدر: الإخبارية
شارك

الأكثر تداولا اسرائيل حرب غزة الإمارات

حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا