الجزائرالٱن _ اهتزت ضواحي باريس، وتحديدًا مدينة شوازي لو روا، على وقع العثور على أربع جثث تطفو في نهر السين، ما جعل القضية واحدة من أعقد القضايا الجنائية التي تشغل الرأي العام الفرنسي. وتشير التحقيقات الأولية إلى أن جميع الضحايا كانوا رجالًا بالغين وملابسهم كاملة عند العثور عليهم، مما يعزز فرضية القتل العمد.
تفاصيل الاكتشاف والتحقيقات الأولية
وفق موقع TF1، تعود الحادثة إلى 13 أوت 2025، حين أبلغ أحد المارة السلطات بعد رؤية جسم يطفو على المياه. تدخلت فرق الإنقاذ بسرعة، وتم انتشال أربع جثث على مسافة قصيرة من بعضها البعض.
أظهرت نتائج التشريح أن إحدى الجثث لرجل في الأربعينات توفي خنقًا، فيما أظهرت جثة أخرى آثار عنف واضحة. وبناء على ذلك، فتحت النيابة العامة في كريتاي تحقيقين رسميين بتهمة القتل العمد، وأسندت القضية إلى فرقة الجريمة التابعة للشرطة القضائية بباريس.
توقيف مشتبه به جزائري
في اليوم نفسه، تمكنت الأجهزة الأمنية من توقيف مشتبه به يبلغ 24 عامًا من أصول جزائرية، يقيم في فرنسا بطريقة غير نظامية، اعتمادًا على كاميرات المراقبة وتقنية تحديد المواقع الجغرافية. وتم وضعه رهن الحجز بتهمة القتل المتعدد، مع إمكانية تمديد فترة الاحتجاز إلى 96 ساعة، بينما لا يزال التحقيق مستمرًا للوصول إلى القاتل الحقيقي.
كشف هوية أحد الضحايا
يوم 20 أوت، أعلنت السلطات عن كشف هوية أحد الضحايا، وهو الشاب الجزائري سامي خليل البالغ من العمر 31 عامًا، من بلدية الشرفة بولاية البويرة، والذي انتقل إلى فرنسا سنة 2019 بحثًا عن مستقبل أفضل.
وأكدت مصادر من الجالية الجزائرية أن إجراءات نقل جثمانه إلى الجزائر لا تزال جارية. وأكد بعض أفراد العائلة، بينهم الفنان وليد خليل، أن الحادثة صدمت الجالية وأثارت استياءً واسعًا بسبب صمت السلطات الفرنسية حول بقية الضحايا وظروف مقتلهم.
الغموض يحيط بالضحايا الثلاثة الآخرين
لا تزال التحقيقات التقنية والطبية مستمرة لتحديد هوية الضحايا الثلاثة الآخرين وكشف ملابسات الجرائم، وسط تكهنات عن احتمال وجود قاتل متسلسل أو شبكة إجرامية تنشط في ضواحي باريس.
مخاوف الجالية والمجتمع الفرنسي
أثارت القضية مخاوف حقيقية من تحولها إلى نموذج جديد لاستهداف المهاجرين بجرائم غامضة. بينما يترقب الرأي العام الفرنسي والجزائري نتائج التحقيق، يظل نهر السين شاهدًا على جريمة مروعة قد تكشف حقائق أعمق مما أعلن حتى الآن.