هذا الرقم يجعلها الرائدة في شمال إفريقيا والمزوّد الأساسي لأوروبا، خصوصًا في ظل الجهود الأخيرة لتقليل الاعتماد على الغاز الروسي. وتعتبر الجزائر اليوم عنصرًا محوريًا في مزيج الطاقة العالمي، بفضل موقعها الجغرافي الذي يربط إفريقيا بأوروبا وقربها من الأسواق الاستهلاكية الكبرى.

الجزائر ضمن الكبار

وفق البيانات الصادرة عن “غلوبال فاير باور”، تتصدر روسيا القائمة بـ 47.8 تريليون متر مكعب، تليها إيران (33.9) وقطر (23.8). على الرغم من أن الجزائر تأتي في المرتبة العاشرة عالميًا، إلا أن أهميتها تتضاعف بالنسبة لأوروبا وإفريقيا، خصوصًا أن الاستثمارات الجزائرية في مشاريع الغاز المسال والبنية التحتية المتطورة تعزز من قدرتها على المنافسة دوليًا.

دور الجزائر في الأمن الطاقوي الأوروبي

بعد الأزمة الروسية الأوروبية الأخيرة، أصبحت الجزائر خيارًا استراتيجيًا لتوفير الغاز الطبيعي بشكل موثوق. خط أنابيب “المغاربي الأوروبي” ومشروع الغاز الطبيعي المسال يتيحان للجزائر القدرة على تزويد أسواق أوروبا الغربية والجنوبية بكميات كبيرة، ما يجعلها لاعبًا لا يمكن تجاوزه في ملف الأمن الطاقوي القاري.

الفرص المستقبلية والاستثمارات

تمتلك الجزائر فرصة كبيرة لتعزيز مكانتها في سوق الغاز العالمي، من خلال:

ـ توسيع إنتاج الغاز الطبيعي المسال لتلبية الطلب العالمي المتزايد.

ـ تطوير الحقول الجديدة باستخدام تقنيات متقدمة لزيادة الإنتاجية.

ـ تنويع الأسواق التصديرية لتقليل الاعتماد على أوروبا فقط، مع استهداف آسيا وأمريكا اللاتينية.

الغاز لايزال قوة عالمية كبيرة

تحليل خريطة الغاز لعام 2025 يوضح أن:

ـ الغاز الطبيعي لا يزال أداة جيوسياسية مؤثرة، كما يتضح في حالة روسيا وإيران.

ـ الجزائر، رغم احتلالها المرتبة العاشرة عالميًا، تلعب دورًا إقليميًا واستراتيجيًا كبيرًا في استقرار أسواق الطاقة.

ـ الاستثمار الذكي في الغاز والبنية التحتية يمكن أن يحوّل الجزائر من مجرد مزود إقليمي إلى قوة مؤثرة في الأسواق العالمية.

الجزائر اليوم ليست مجرد دولة غنية بالغاز الطبيعي في إفريقيا، بل أصبحت ركيزة أساسية في الأمن الطاقي الأوروبي واستقرار أسواق الغاز العالمية. المستقبل سيشهد تعزيز مكانتها، شريطة استمرار تطوير الاستثمارات واستغلال مواردها الطبيعية بكفاءة ومرونة استراتيجية.