آخر الأخبار

مصور فرنسي: أجبرنا نساء جزائريات لنزع حجابهن لتصويرهن!

شارك





كشفت صحيفة Nouvel Obs الفرنسية في تقرير صادم عن واحدة من أبشع الانتهاكات التي ارتكبها الاستعمار الفرنسي في الجزائر، بعد أن أوضحت الصحفية سارة ديفالا، أن المصور الفرنسي مارك غارنجير، حين كان جنديًا مجبرًا على تنفيذ أوامر جيش بلاده سنة 1960، وكلف بمهمة تبدو إدارية لكنها في حقيقتها كانت أداة إذلال ممنهج، وهي تصوير نساء جزائريات في قرى الترحيل القسري بعد نزع حجابهن بالقوة.

ولم تكن العملية مجرد إعداد لبطاقات هوية، بل كانت انتهاكًا صريحًا لكرامة المرأة الجزائرية ومحاولة لكسر رمزها الثقافي والديني.

وظهرت النساء الأمازيغيات اللواتي تم اقتيادهن أمام عدسة غارنجير في الصور بملامح رافضة متحدية، وكأنهن يصرخن في صمت: “لن ننحني”. بعضهن بدت عليهن ملامح الغضب، أخريات واجهن العدسة بالاستهزاء، لكن جميعهن قدمن للعالم مشهدًا من أروع مشاهد المقاومة السلمية.

واعترف المصور الفرنسي نفسه لاحقًا أن ما قام به كان ضد قناعته الإنسانية، وأنه شعر بأن إجبار النساء على كشف وجوههن “خطوة إضافية في فظاعة العدوان”. فقد كان يرى في كل نظرة تخترق عدسته تحديًا مباشرًا للاستعمار ورسالة بصرية أقوى من الرصاص.

ما أراده الجيش الفرنسي وسيلة سيطرة وإذلال تحول إلى وثيقة تاريخية تفضح جرائمه. فالصور لم تخلد فقط ملامح النساء، بل جسدت أيضًا صلابة شعب بكامله. ذقون شامخة، أذرع مطوية إلى الصدر، وجباه موشومة بالتقاليد الأمازيغية، كلها تحولت إلى رموز بصرية تتحدى الاحتلال.

وبعد أكثر من ستة عقود، تعود هذه الصور لتذكر بالطرق التي تفننت بها فرنسا لإذلال الجزائريين، لكن عيون النساء اللواتي وقعن تحت عدسة جندي فرنسي، فضحن بملامحهن دناءة الاستعمار وتركوا للتاريخ شهادة لا تمحى.

وبقدر ما حاول الاستعمار إذلال المرأة الجزائرية، بقدر ما ساهم في إبراز قوتها وصلابتها كجزء أصيل من معركة التحرير.

@ آلاء عمري

الإخبارية المصدر: الإخبارية
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا