الجزائرالٱن _ أفاد المرصد الوطني للطاقة والمناجم في تونس أن إنتاج الكهرباء بلغ مع نهاية شهر جوان 2025 نحو 9061 جيغاواط/ساعة، وهو ما يمثل ارتفاعًا بنسبة 3% مقارنة بالفترة نفسها من سنة 2024. ويعكس هذا التطور الطفيف استمرار الضغوط على قطاع الطاقة في تونس، حيث تبقى قدرات الإنتاج محدودة أمام الطلب المتزايد على الكهرباء خلال فترة الصيف التي تتزامن مع ذروة الاستهلاك.
الجزائر شريك رئيسي في تأمين الكهرباء
أوضح التقرير أن توريد الكهرباء مباشرة من الجزائر ساعد تونس على تغطية حوالي 10% من حاجياتها الوطنية من الكهرباء. ويبرز هذا الرقم أهمية الدور الجزائري في ضمان استقرار الشبكة الكهربائية لدى الجارة الشرقية، خاصة في ظل اعتماد تونس الكبير على الغاز الطبيعي لتشغيل محطاتها. وعلى الرغم من أن الواردات من الجزائر سجلت تراجعًا بنسبة 19% مقارنة بالعام الماضي، إلا أنها تظل رافدًا أساسيًا للأمن الطاقوي التونسي.
هيمنة الغاز الطبيعي على إنتاج الكهرباء
حسب المرصد، فإن أسطول إنتاج الكهرباء في تونس يعتمد بشكل شبه كلي على الغاز الطبيعي، الذي يوفر ما يقارب 94% من إجمالي الطاقة المولدة. وفي هذا الإطار، تمكنت الشركة التونسية للكهرباء والغاز من إنتاج حوالي 8567 جيغاواط/ساعة خلال الفترة المعنية، ما يعكس استمرار الدور المركزي للغاز الجزائري في تغذية هذه المحطات وضمان استمرارية التزويد.
الطاقات المتجددة بين مساهمة محتشمة ونمو لافت
إلى جانب الإنتاج التقليدي، ساهم المنتجون الخواص للطاقة الشمسية بحوالي 29 جيغاواط/ساعة، فيما بلغت مساهمة المنتجين الذاتيين للطاقة الشمسية 341 جيغاواط/ساعة، وهو ما يمثل زيادة لافتة قدرها 32% مقارنة بالعام الماضي. ورغم أن الأرقام تبقى متواضعة أمام الحجم الكلي للإنتاج، إلا أن هذا التطور يعكس بداية تحرك في مجال استغلال الطاقات المتجددة كخيار استراتيجي للتقليل من التبعية للغاز.
دور الجزائر في أمن الطاقة بالمنطقة
يبين التقرير الصادر عن المرصد الوطني للطاقة والمناجم أن الاعتماد التونسي على الجزائر لا يقتصر فقط على الغاز الطبيعي، بل يمتد إلى الكهرباء أيضًا، في وقت تزداد فيه التحديات الطاقوية على المستويين المحلي والإقليمي. وبالنسبة للجزائر، فإن استمرارها في تزويد تونس بالكهرباء يؤكد مكانتها كشريك محوري في استقرار المنطقة، ويبرز موقعها كفاعل رئيسي في تأمين الطاقة لعدد من دول الجوار.