الجزائرالٱن _ شهدت واردات إسبانيا من الغاز الطبيعي ارتفاعًا ملحوظًا خلال السبعة أشهر الأولى من عام 2025، مع بروز الجزائر كمصدر رئيسي يحافظ على مكانته في صدارة قائمة الموردين، مستفيدة من موقعها الجغرافي القريب وشراكاتها الاستراتيجية مع إسبانيا.

حصّة الجزائر تهيمن على واردات الغاز الإسبانية

بحسب بيانات منصة “الطاقة ” المتخصصة، استحوذت الجزائر على حوالي 32.5% من إجمالي واردات الغاز إلى إسبانيا في الفترة من جانفي إلى جويلية 2025، بإجمالي يفوق 71 تيراواط/ساعة من الغاز الطبيعي والمسال، رغم تسجيل انخفاض طفيف مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق. وتأتي هذه الحصّة الكبيرة في ظل تراجع نسبي لواردات الغاز من روسيا، التي تراجعت إلى المركز الثالث، وتنافس محتدم مع الولايات المتحدة التي تعزز وارداتها من الغاز المسال.

هذا المشهد يعكس دور الجزائر الحيوي في تأمين حاجيات السوق الإسبانية ، لا سيما عبر شبكة الأنابيب الممتدة بين البلدين، والتي تضمن تدفقًا مستمرًا وموثوقًا للغاز الطبيعي.

ديناميكية متجددة في الإمدادات الشهرية

على الصعيد الشهري، عادت واردات الغاز إلى النمو في جويلية 2025، حيث سجلت زيادة بنسبة 12.2% مقارنة بشهر جوان، رغم أن صادرات الجزائر شهدت انخفاضًا شهريًا في ذات الفترة. وتبرز أهمية هذه التقلبات في السياق الأوروبي الذي يشهد تقلبات مستمرة في أسواق الطاقة بسبب عوامل متعددة، منها التوترات الجيوسياسية وحجم الطلب الموسمي.

مزيج الواردات: بين الغاز الطبيعي والغاز المسال

توضح البيانات أن الغاز المسال يشكل النسبة الأكبر من واردات إسبانيا، بنسبة تصل إلى 68% في 2025، بينما يمثّل الغاز الطبيعي نحو 32% فقط. وهذا يعكس توجه إسبانيا إلى تنويع مصادر إمداداتها للطاقة، مع زيادة الاعتماد على الغاز المسال المستورد من مصادر متعددة، من بينها الولايات المتحدة ونيجيريا وأنغولا.

الجزائر شريك استراتيجي في أمن الطاقة الأوروبي

تحتل الجزائر موقعًا استراتيجيًا لا غنى عنه في منظومة الطاقة الأوروبية، بفضل قربها الجغرافي وقدرتها على تلبية الطلب المتزايد على الغاز. تستفيد إسبانيا، بوصفها بوابة دخول للطاقة نحو أوروبا الغربية، من العقود الطويلة الأمد مع الجزائر التي تدير مشاريع مشتركة وتطويرات مستمرة في البنية التحتية لنقل الغاز.

هذا الدور يعزز من أهمية الجزائر في ملف أمن الطاقة الأوروبي، لا سيما في ظل التحولات التي تشهدها السوق الدولية للغاز، والحاجة الملحة إلى مصادر طاقة مستدامة ومتنوعة لتفادي أزمات الانقطاعات.

تطورات في مصادر الغاز الأخرى

في المقابل، شهدت واردات إسبانيا من الغاز المسال الأميركي ارتفاعًا مستمرًا، لتحتل المرتبة الثانية بحصة 29.8%، فيما انخفضت واردات الغاز من روسيا بشكل ملحوظ، ما يعكس التوترات الجيوسياسية وتأثير العقوبات. وتبرز كذلك بعض الدول الإفريقية مثل نيجيريا وأنغولا كموردين مهمين للغاز المسال، مع تحركات واضحة لتنويع مصادر الطاقة.

وتظهر بيانات الشهور الأولى من عام 2025 أن الجزائر لا تزال لاعبًا رئيسيًا في سوق الغاز الإسباني، مع استمرار اعتماد مدريد على الإمدادات الجزائرية لتغطية جزء كبير من احتياجاتها. ويبرز هذا التعاون كعنصر أساسي في الاستقرار الطاقوي بالمنطقة، حيث يتوازى مع جهود التنويع الأوروبية وتغيرات المشهد الجيوسياسي للطاقة عالميًا.