الجزائرالٱن _ تتجه الجزائر نحو كيب تاون بجنوب إفريقيا للمشاركة في مؤتمر أسبوع الطاقة الإفريقي، المزمع عقده من 29 سبتمبر إلى 3 أكتوبر 2025، حيث ستعرض خطة استثمارية ضخمة تصل قيمتها إلى 50 مليار دولار خلال الفترة الممتدة من 2024 حتى 2028.
تمثل هذه المشاركة دفعة قوية تعكس إرادة الجزائر في تعزيز تواجدها على الخارطة الدولية للطاقة، عبر تطوير مشاريع الاستكشاف والإنتاج في قطاع المحروقات، في إطار رؤية استراتيجية متكاملة يقودها الرئيس عبد المجيد تبون، تهدف إلى جعل البلاد منصة طاقوية رائدة على المستوى الإقليمي والدولي.
الغاز والهيدروجين الأخضر: أولويات استراتيجية
تعطي الخطة الوطنية أولوية واضحة لرفع إنتاج الغاز الطبيعي، مع إطلاق استثمارات واسعة في مجال الهيدروجين الأخضر، إلى جانب تطوير البنية التحتية الإقليمية الداعمة لهذا التحول، مما يؤسس لمسار نمو اقتصادي مستدام وطويل الأمد.
وفي فعاليات مؤتمر AEW، الذي يحمل شعار “الاستثمار في الطاقات الإفريقية”، ستعرض الجزائر استراتيجيتها الوطنية محورها، مع إبراز فرص الاستثمار المتاحة، إضافة إلى الإصلاحات التشريعية التي ساهمت في تحسين بيئة الأعمال وتعزيز جاذبيتها للمستثمرين.
منح امتيازات جديدة وتعزيز خطط الاستكشاف
خلال الفترة 2024-2025، منحت شركة سوناطراك 11 امتيازًا نفطيًا بريًا بمساحات واسعة تتراوح بين 4,740 و50,000 كيلومتر مربع، في مناطق تتمتع بإمكانات نفطية عالية.
وشملت هذه الامتيازات مواقع جديدة بالكامل (Greenfield)، بالإضافة إلى حقول سبق استثمارها (Brownfield)، ضمن خطة خمسية تستهدف زيادة الإنتاج المحلي وجذب استثمارات أجنبية نوعية.
إصلاحات قانونية لتحفيز الاستثمار
شهد عام 2019 إصدار قانون جديد للمحروقات يقدم حوافز ضريبية محسنة مقارنة بقانون 2013، ما ساعد في تثبيت إنتاج الغاز الطبيعي عند 10 مليارات قدم مكعب يوميًا، مع وضع هدف رفع الإنتاج إلى 200 مليار متر مكعب خلال خمس سنوات قادمة.
شراكات عالمية مع كبرى شركات الطاقة
نجحت الجزائر في استقطاب تعاون شركات عملاقة في قطاع الطاقة، من بينها:
ـ إكسون موبيل وشيفرون لتطوير حقول أهنت وقورارة وبركين.
ـ إيني وإكوينور لإعادة تأهيل حقول إن صالح وإن أميناس.
ـ توتال إنرجيز لتطوير حقل تيميمون.
وفي الوقت نفسه، عززت سوناطراك استثماراتها في حقول زرزاتين ومجمع الغاز العرار، محققة ثمانية اكتشافات جديدة خلال عام 2024، مع تحديد هدف إنتاج يبلغ 1.2 مليون برميل يوميًا بحلول عام 2025.
الهيدروجين الأخضر: مستقبل الطاقة حتى 2030
تضع الجزائر الهيدروجين الأخضر في صلب استراتيجيتها الطاقوية، عبر مشاريع كبرى منها مشروع “SoutH2 Corridor”، وهو خط أنابيب يمتد لمسافة 3,300 كيلومتر بالشراكة مع أوروبا، بهدف نقل أربعة ملايين طن من الهيدروجين سنويًا بحلول عام 2030، مع الاستناد إلى تحديث وتطوير البنى التحتية القائمة للغاز.
نحو مركز طاقوي إفريقي متقدم
تسعى الجزائر، من خلال الجمع بين جهود الاستكشاف المتقدمة، والإصلاحات الجاذبة للاستثمار، والتعاون الدولي، إلى ترسيخ مكانتها كمحور طاقوي محوري في إفريقيا. وقد وصف إن جاي آيوك، رئيس غرفة الطاقة الإفريقية، هذا التحول بأنه ثمرة مباشرة للقيادة الحكيمة للرئيس تبون ورؤيته الواضحة التي تجعل من السوق الجزائرية بيئة تنافسية وجاذبة للاستثمارات.