الجزائر تتحرّك نحو الطاقة النظيفة: شمس الصحراء تصنع مستقبلًا مستدامًا
في خضمّ التحولات العالمية نحو الطاقات النظيفة، تبرز الجزائر كفاعل صاعد في مجال الطاقة المتجددة، مستفيدة من ثرواتها الطبيعية وخطواتها الإصلاحية الجريئة. فمع ارتفاع الطلب على الكهرباء واستنزاف مصادر الوقود التقليدي، تجد البلاد نفسها أمام فرصة تاريخية لإعادة تشكيل ملامح قطاعها الطاقوي.
ووفقًا لما أورده موقع “أوبن بي آر”، يشهد السوق الجزائري للطاقة تحولات لافتة، مدفوعة بتزايد الاستهلاك الكهربائي الناتج عن التوسع الصناعي والنمو الديمغرافي. في المقابل، لا يزال الاعتماد على الغاز الطبيعي مهيمنًا، حيث يوفر أكثر من 95% من الكهرباء المنتجة في البلاد، ما جعل مسألة تنويع مصادر الطاقة تتحول إلى أولوية وطنية لا تحتمل التأجيل.
مناقصات شمسية ومشاريع هيكلية لإعادة رسم خريطة الطاقة
من أبرز الخطوات العملية التي شرعت فيها الحكومة، إطلاق مناقصة لإنتاج 1000 ميغاواط من الطاقة الشمسية ، وهي مبادرة تندرج ضمن خطة أكبر لخفض الاعتماد على المحروقات. إلى جانب ذلك، تُنفَّذ مشاريع موازية لتحديث شبكات الكهرباء وتطوير البنية التحتية للنقل والتوزيع، وهي عناصر أساسية لإنجاح التحول الطاقوي وضمان استدامته.
مستويات إشعاع مثالية وفرص استثمارية واعدة
تتمتع الجزائر بمؤهلات طبيعية تجعلها من بين أفضل الدول في العالم للاستثمار في الطاقة الشمسية، وعلى رأسها شساعة الصحراء ومستويات الإشعاع الشمسي العالية. هذه المزايا تحوّلت إلى عوامل جذب لمستثمرين دوليين، خاصة في إطار برنامج المنتجين المستقلين (IPP) الذي يتيح فرصًا للقطاعين الخاص والمحلي للمشاركة في بناء منظومة طاقوية جديدة.
نحو بيئة تنظيمية أكثر مرونة وتحفيزًا
التغيرات في البيئة التشريعية باتت تدعم هذا التوجه، حيث تعمل السلطات على إصدار قوانين جديدة تُشجّع الشراكات بين القطاعين العام والخاص، وتُحفز المستثمرين على دخول السوق، في ظل توجه رسمي لخفض المخاطر وتحقيق الشفافية والحوكمة في القطاع.
توقعات إيجابية واستعداد لمرحلة ما بعد الغاز
الآفاق المستقبلية لسوق الطاقة في الجزائر تبدو واعدة، وفق التقرير، خاصة إذا ما استمر الالتزام بالإصلاحات الجارية والمشاريع الاستراتيجية. فارتفاع الطلب على الكهرباء لا يُعدّ تحديًا فقط، بل يشكّل حافزًا رئيسيًا لتسريع التحول، ويفتح المجال أمام المطورين لاعتماد استراتيجيات مبتكرة تجمع بين التوسع والاستدامة.