احتلت المثلجات الجزائرية وتحديدا “الكريبوني الوهراني” المرتبة 25 عالميا ضمن تصنيف TasteAtlas لأفضل 50 تحلية باردة حول العالم. ويعد هذا الاعتراف تتويجا لتاريخ طويل من الإبداع الذوقي المتجذر في أزقة وهران الشعبية.
وتعد مثلجات الليمون الأصلية “الكريبوني”، أكثر من مجرد طعم بارد منعش، فهي إرث وهراني بامتياز، يصنف ضمن فئة “الشربات المجمدة” ويتميز بلونه الأبيض الناصع ونكهته الحمضية المنعشة. ما يميزه عن غيره هو قوامه الكريمي الخفيف، الناتج عن خلط عصير وقشر الليمون مع شراب سكري مغلي، ثم دمجه مع بياض البيض المخفوق. وخلال مرحلة التجميد، يحرك المزيج كل نصف ساعة للحفاظ على قوامه الناعم ومنع تكون بلورات الثلج.
لكن ما لا يعرفه كثيرون أن الكريبوني الوهراني يعود في أصله إلى شخص يدعى سوريانو ، من أصول إسبانية، كان يمتلك محل مرطبات يسمى “الوهرانية – Oranaise” في حي سيدي الهواري العريق، خلال الحقبة الاستعمارية. من هناك، بدأت رحلة هذا المثلج الفريد، لينتشر تدريجيا عبر ولايات الوطن ثم يعبر الحدود نحو العالمية.
وينافس الكريبوني اليوم نكهات المدن المتوسطية الكبرى كروما ونيس وبرشلونة، ويحظى بإعجاب الذواقة حول العالم. وحسب TasteAtlas، الموقع المرجعي للأكلات التقليدية، فإن هذا المثلج الجزائري تفوق على عشرات الأنواع الأخرى بفضل تقييمه المرتفع (4.2/5) وآرائه الإيجابية من آلاف المستخدمين.
يبقى أن تصنيف الكريبوني ضمن أفضل المثلجات عالميا هو تشريف للجزائر ودعوة للعالم لاكتشاف كنوز موروث ثقافي جزائري لا يزال يخفي الكثير من الروائع.
@ آلاء عمري