آخر الأخبار

هل تحارب فرنسا الدارجة الجزائرية في مدارسها؟

شارك

ضجت مواقع التواصل بإشاعة تداولتها ملايين الحسابات، تزعم أن فرنسا ستفرض غرامة مالية قدرها 130 يورو على التلاميذ الذين ينطقون بكلمات جزائرية مثل “واش” أو “والله” داخل المدارس، فهل تحارب فرنسا الدارجة الجزائرية في مدارسها؟

ورغم أن الخبر مجرد إشاعة تم تفنيدها لاحقًا من قبل صحيفة 20 Minutes الفرنسية، إلا أن سرعة انتشاره تعكس حقيقة أعمق وهي تخوف المجتمع الفرنسي من تأثير الدارجة الجزائرية، حيث تسعى فرنسا أن تحارب كل ماهو متعلق بالجزائر.

وتحدث الفيديو المنتشر عبر “تيك توك” عن “قانون جديد” و”قرار من وزارة التعليم الفرنسية” لمحاربة ما وصفه بـ”الانحراف اللغوي”، مستشهدًا بتصريحات مزعومة لمسؤولين فرنسيين حول “غزو اللهجات غير الأكاديمية” للمدارس. ورغم نفي الصحيفة صحة هذه المزاعم، فإنها لم تنكر وجود هذا النوع من التفكير بين نخب السياسة والتعليم في فرنسا.

لكن هذه الإشاعة في المقابل، كشفت عن وجه آخر لفرنسا التي تدعي الدفاع عن التعددية والانفتاح، لكنها تعيش هوسا مرضيا وتخوفا من اندماج اللهجة الجزائرية. وتربط بين استعمال كلمات من أصل جزائري أو عربي عمومًا وبين الانحطاط والانفلات التربوي.

ومن الواضح أن اللغة ليست سوى واجهة لصراع أعمق ضد هوية أبناء المهاجرين، خصوصًا من الجزائر، الذين لن يغفر لهم أبدًا لأنهم جعلوا من لغتهم الشعبية علامة قوة وثقافة في قلب المجتمع الفرنسي .

لكن الحقيقة أن فرنسا متخوف فعليا من تيار لغوي دخيل على ثقافتها الفرونكفونية، وهي تعلم تماما ماذا يعنيه أن تندمج اللغة الفرنسية مع لهجات عربية أخرى لاسيما الجزائرية، لأنها بالأمس حين دخلت الجزائر مستعمرة، استعملت سلاح اللغة لطمس الهوية الجزائرية العربية، بفرنسة التعليم وإجهاض اللغة العربية في المدارس والكتاتيب، لفرض وجودها التاريخي والثقافي الضارب في جذورها الاستعمارية.

@ آلاء عمري

الإخبارية المصدر: الإخبارية
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا