غريب يدعو المستثمرين للاستفادة من مزايا قانون الاستثمار

دعا وزير الصناعة، سيفي غريب، خلال زيارة ميدانية قادته رفقة وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة، صورية مولوجي، إلى ولاية تلمسان، الثلاثاء، المستثمرين إلى الاستفادة من المزايا التي يتيحها قانون الاستثمار الجديد، والذي يوفر تحفيزات قوية ومرافقة فعالة للمشاريع ذات القيمة المضافة والاستدامة.

واستهل الوفد الوزاري زيارته بتدشين وحدة صناعية تابعة لمؤسسة COPIAM Industriesالكائنة بالمنطقة الصناعية خمسيتي ببلدية الحناية، وتختص هذه الوحدة في إنتاج مواد غذائية موجهة للأطفال والرضع، واستمع الوفد إلى عرض مفصل قدمه مدير المؤسسة حول مسار تطوير المشروع، طبيعة المنتجات وآفاق التوسع نحو تغطية السوق الوطنية والانفتاح على التصدير، قبل القيام بجولة ميدانية شملت مختلف خطوط الإنتاج، وقد عبر وزير الصناعة عن ارتياحه لنوعية المنتجات واحترامها للمعايير الصحية والجودة، مشيداً بالإجراءات المتبعة داخل الوحدة، التي تمثل نموذجاً واعداً في مجال الصناعات الغذائية المتخصصة ذات القيمة المضافة.

كما دعا غريب مالكي المؤسسة إلى تشجيع إنتاج المواد الأولية الطبيعية، لا سيما الفواكه والخضر البيولوجية الخالية من المبيدات، والاستثمار في مزرعة خاصة تابعة للمؤسسة، بما يضمن تزويداً منتظماً بالمواد الطبيعية، ويُسهم في تقليص فاتورة الاستيراد، ورفع مردودية الوحدة، وتعزيز آفاق الاستثمار المحلي.

وأشرف غريب على تدشين وحدة صناعية جديدة تابعة لمؤسسة TLEMSPACK، المتخصصة في صناعة أغلفة وعلب التغليف من الكرتون المضغوط، والموجهة لقطاعات التغليف الغذائي، الصيدلاني، والتجميلي. تقع هذه الوحدة في المنطقة الصناعية شتوان، ببلدية شتوان، حيث تم تقديم عرض تقني حول مراحل الإنتاج، تجهيزات المصنع وقدراته التشغيلية. وتعد هذه الوحدة نموذجاً صناعياً واعداً بفضل اعتمادها على أحدث التكنولوجيات في مجال تصميم وتصنيع أغلفة الكرتون الموجهة للتغليف الصناعي، مع احترام صارم لمعايير الجودة والبيئة.

كما تندرج ضمن المشاريع الصناعية ذات القيمة المضافة، التي تسهم في تعزيز سلاسل التوريد الوطنية لفائدة قطاعات استراتيجية مثل الصناعات الغذائية، الصيدلانية، والتجميلية، إلى جانب دورها في توفير مناصب شغل وتعزيز النسيج الصناعي المحلي، كما أشرف غريب ومولوجي على تقديم رخصة استغلال وتدشين مطبعة صناعية حديثة ببلدية تلمسان.

وفي كلمته التوجيهية، دعا وزير الصناعة مسؤولي المؤسسة إلى تنويع المنتجات لتلبية احتياجات قطاعات استراتيجية، خصوصاً قطاع الصناعات الغذائية، من خلال تطوير حلول تغليف بديلة وصديقة للبيئة، وتعويض المنتجات البلاستيكية بمنتجات ورقية غير سامة وقابلة للتحلل، كما شجع سيفي مسؤولي الوحدة على التوسع نحو إنتاج حلول تغليف من نوع “Tetra Pak” لتعبئة الحليب ومشتقاته، بما يعزز القدرات الإنتاجية الوطنية ويقلّص التبعية للاستيراد.

وببلدية الرمشي تم تدشين وحدة تحويلية جديدة تابعة لشركة بوبلنزة الرائدة متخصصة في إنتاج مستخلصات الخروب الموجهة للاستعمالات الغذائية والصناعية، وتُصدّر المؤسسة منتجاتها نحو أكثر من 50 دولة عبر أوروبا، إفريقيا وأمريكا الجنوبية، كما تتمتع بعدة شهادات دولية مرموقة، ما يعكس التزامها بالمعايير العالمية للجودة والسلامة.

ولضمان تزويد مستقر وعضوي بالمواد الأولية، باشرت المؤسسة في غرس 100 هكتار من أشجار الخروب، مع هدف بلوغ 1000 هكتار مستقبلاً، في إطار مقاربة تكاملية بين الإنتاج الفلاحي والصناعة التحويلية المستدامة، وقد أبدى وزير الصناعة إعجابه بهذا المشروع وباستراتيجيته الطموحة مثمناً النموذج الذي يربط بين الإنتاج الفلاحي المستدام والصناعة التحويلية ذات القيمة المضافة.

وفي هذا الإطار، دعا الوزير مالك المؤسسة إلى تقديم عرض على مستوى الوزارة، قصد دراسة آليات إدماج زراعة الخروب ضمن استراتيجية القطاع الصناعي الرامية إلى تقليص البصمة الكربونية، وذلك من خلال إطلاق شراكات نموذجية في المناطق الصناعية المجاورة لمصانع الإسمنت التابعة لمجمّع GICA، بما يسهم في تعزيز التحول نحو صناعة وطنية أكثر نظافة واستدامة.
في السياق، دشن الوزيران المنطقة الصناعية الجديدة “أولاد بن دامو” ببلدية مغنية والممتدة على مساحة إجمالية تقدّر بـ 104 هكتارات، والتي تتكوّن من 78 قطعة أرضية من بينها 4 قطع مخصصة للتجهيزات العمومية، فيما خصصت 74 قطعة للاستثمار الصناعي، مع مراعاة قابلية التوسّع والاستجابة لمتطلبات المستثمرين.

ويُرتقب أن تستقطب هذه المنطقة استثمارات نوعية بفضل المقومات الاقتصادية والطبيعية التي تزخر بها ولاية تلمسان، وبهذه المناسبة، أكد وزير الصناعة أن هذه المنطقة الصناعية تمثل رافعة تنموية محورية لإعادة بعث النشاط الصناعي محلياً، داعياً المستثمرين إلى الاستفادة من المزايا التي يتيحها قانون الاستثمار الجديد، والذي يوفر تحفيزات قوية ومرافقة فعالة للمشاريع ذات القيمة المضافة والاستدامة.

من جهتها، تفقدت وزيرة التضامن دار الأشخاص المسنين بلالة ستي، حيث طافت بمرافق المؤسسة ووقفت على ظروف التكفل بكبار القدر من آبائنا وأمهاتنا المقيمين بالمؤسسة، كما تقاسمت ووزير الصناعة مأدبة عشاء على شرف أمهاتنا وآبائنا كبار القدر المسنين والأطفال المقيمين بالمؤسسات التابعة للقطاع.

هذا، وأعطت الوزيرة إشارة انطلاق قافلة تضامنية لتوزيع مساعدات عينية لفئة الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة وكذا الأسر المعوزة، تشمل أفرشة، أغطية، ألبسة ومستلزمات البيت، بالإضافة إلى التجهيزات المتخصصة لفائدة ذوي الاحتياجات الخاصة (كراسي متحركة، كراسي كهربائية وغيرها)، وأجهزة طبية تقنية متنوعة ذات الاستعمال المنزلي لفائدة ما يفوق 70 عائلة.

كما أعطت الوزيرة إشارة انطلاق قافلة طبية بالتنسيق مع مصالح مديرية الصحة تتكون من أطباء عامين ومختصين في طب الأطفال، الطب الداخلي، ستقوم هذه القافلة بإجراء فحوصات واستشارات طبية متخصصة على مستوى منازل العائلات المستهدفة.