دعت الجزائر إلى بناء سيادة زراعية إفريقية بمعايير موحدة وتكامل فعلي، لتعزيز القوة الزراعية للقارة ومكانتها في النظام الغذائي العالمي، مشددة على ضرورة تشكيل لوبي إفريقي موحد خلال المفاوضات الدولية الخاصة بالزراعة.
وطالب رئيس المجموعة البرلمانية لجبهة المستقبل، د.فاتح بوطبيق، خلال مشاركته بميدرند في الندوة البرلمانية رفيعة المستوى “P20 Symposium” المنعقدة ضمن أشغال البرلمان الإفريقي، الثلاثاء، حسب بيان للمجلس الشعبي الوطني، إلى ضرورة العمل الإفريقي الموحد لتعزيز القوة الزراعية للقارة ومكانتها في النظام الغذائي العالمي، مؤكدًا أن هذا اللقاء يمثل محطة تاريخية يجب أن تُستثمر لبناء رؤية موحدة للزراعة الإفريقية.
وشدد بوطبيق على ضرورة تشكيل لوبي إفريقي موحد خلال المفاوضات الدولية الخاصة بالزراعة، لاسيما مع اقتراب انعقاد قمة الأمم المتحدة حول أنظمة الغذاء، معتبرًا أن غياب التنسيق الإفريقي في مثل هذه المحافل يضعف من قدرة القارة على الدفاع عن مصالحها.
وحدد المتحدث ذاته، سبع عوائق رئيسية تعيق تطور القطاع الزراعي في إفريقيا، أهمها ضعف البنية التحتية، البيروقراطية، العراقيل الجمركية، والفجوة الرقمية التي تحد من ولوج صغار الفلاحين إلى الأسواق الدولية، وأردف مشيرًا إلى مفارقة أن الصناعات المعقدة تعتمد على مواد أولية إفريقية، ومع ذلك يعاني مزارعو القارة للوصول إلى الأسواق العالمية.
واقترح رئيس المجموعة البرلمانية لجبهة المستقبل، انطلاقًا من الحاجة إلى الاستقلالية في تحديد معايير الجودة، إنشاء معهد إفريقي موحد للمواصفات والمعايير، يهدف إلى إنهاء الصورة النمطية التي تصور المنتجات الإفريقية على أنها غير مطابقة للمقاييس العالمية، وحث على توسيع نطاق التجارة الإلكترونية الزراعية لتشمل المنتجين المحليين.
وفي سياق الدعم المتواصل للتكامل الاقتصادي في إفريقيا، أعلن بوطبيق أن الجزائر ستحتضن في شهر سبتمبر المقبل المعرض الإفريقي للتجارة البينية، واصفًا إياه بالخطوة العملية نحو بناء منصة حقيقية لاتخاذ قرارات داعمة للتكامل الاقتصادي بين الدول الإفريقية.
ووجه ذات المتحدث، دعوة إلى القادة والبرلمانيين الأفارقة لتوحيد الرؤية والعمل الجماعي، مشددًا على ضرورة أن تتولى إفريقيا صياغة اتفاقياتها وتحديد معاييرها بنفسها وأن تعمل على تبني نظام موحّد للتجارة الزراعية.