الجزائرالٱن _ في مشهد يعكس ديناميكية الحراك الطاقوي في الجزائر، استقبل وزير الدولة، وزير الطاقة والمناجم والطاقات المتجددة، محمد عرقاب، يوم الأحد 27 جويلية 2025، الرئيس المدير العام لشركة “مداد للطاقة – شمال إفريقيا”، الشيخ عبد الإله بن محمد بن عبد الله العيبان، في لقاء لم يكن مجرد بروتوكول دبلوماسي، بل خطوة عملية في مسار شراكة واعدة.
الاجتماع الذي احتضنته مقر الوزارة، جرى بحضور مسؤولين رفيعي المستوى، من بينهم الرئيس المدير العام لمجمع سوناطراك، رشيد حشيشي، ورئيس وكالة “النفط”، سمير بختي، إلى جانب كوادر تقنية وخبراء في قطاع الطاقة. محور اللقاء كان واضحًا: تسريع وتيرة التعاون الجزائري-السعودي، وتفعيل اتفاق طاقوي تم توقيعه العام الماضي، يهدف إلى تطوير مكامن الغاز في ولاية إليزي، أقصى الجنوب الجزائري.
الحديث دار حول الكثير، من تسريع الإجراءات إلى تحويل البروتوكولات الورقية إلى مشاريع ملموسة على الأرض، مع اهتمام خاص بتقنيات الاستكشاف، ونقل المعرفة، وحتى بناء جسور من الكفاءات المحلية القادرة على مواكبة تحديات الطاقة في المستقبل.
الوزير عرقاب شدد على أن هذا التعاون ليس وليد اللحظة، بل هو امتداد لرؤية استراتيجية تهدف إلى جعل الجزائر مركزًا إقليميًا للطاقة، مؤكدًا أن “مداد للطاقة” تملك المؤهلات والخبرة الدولية الكافية للمساهمة في تحقيق هذه الرؤية.
من جهته، لم يُخفِ الشيخ العيبان إعجابه بالإصلاحات التي يشهدها قطاع المحروقات في الجزائر، قائلاً إن المناخ الاستثماري في البلاد أصبح أكثر جاذبية، خاصة في ظل الاستقرار التشريعي والانفتاح على الشراكات الدولية طويلة المدى.
وتعد “مداد للطاقة”، الذراع الطاقوي لمجموعة الفوزان القابضة، إحدى أبرز الأسماء السعودية في قطاع الطاقة، بخبرة تمتد لعقود ومشاريع استراتيجية، من أبرزها مشاركتها في تطوير حقول بحر قزوين في تسعينيات القرن الماضي، في ما عُرف حينها بـ”عقد القرن”.
المؤشرات القادمة من هذا اللقاء تُوحي بأن العلاقة بين سوناطراك و”مداد للطاقة” تسير نحو ترسيخ شراكة حقيقية، تتجاوز الطابع الاستثماري، لتصبح رافعة اقتصادية إقليمية، مدفوعة برؤية تستثمر في الطاقة، وتراهن على الإنسان، وتخطط للمستقبل.