الجزائرالٱن _ في خطوة تعكس تحوّلاً نوعيًا في العلاقات الجزائرية-الإيطالية، وقّع وزير البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية، سيد علي زروقي، اليوم السبت، مذكرة تفاهم مع نظيره الإيطالي، وزير المؤسسات والصناعة، أدولفو أورسو، تهدف إلى فتح آفاق جديدة للتعاون في مجالات الاتصالات والبريد والتكنولوجيا الحديثة.
هذه المذكرة، التي جاءت على هامش زيارة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون إلى روما لترؤس أشغال الدورة الخامسة للقمة الحكومية الجزائرية الإيطالية، لا تقتصر على الاتفاقيات التقليدية بل تتجاوزها إلى رؤية رقمية طموحة تُعيد تعريف مفهوم الشراكة بين البلدين.
■ ربط قاري… ورؤية ما بعد الحدود
ما يميز هذه المذكرة، حسب بيان وزارة البريد، هو تركيزها على مشاريع استراتيجية من قبيل تطوير البنية التحتية الرقمية، توسيع عرض النطاق الترددي الدولي، وتعزيز الربط عبر الشبكات البحرية. أما على الصعيد البشري، فسيتم تنظيم ورش ودورات تكوينية لرفع كفاءة الكوادر الفنية في كلا البلدين.
لكن الأهم، أن التعاون يتوجه نحو المستقبل: الجيل الخامس، إنترنت الأشياء، الحوسبة السحابية، وأمن البيانات… كلها ملفات تشكل جوهر السيادة الرقمية، وهي اليوم في قلب الاهتمام الجزائري-الإيطالي.
■ الأمن السيبراني… من التحدي إلى الشراكة
في عالم تسوده التحديات السيبرانية، لم تغفل مذكرة التفاهم عن الجوانب الأمنية. حيث تم الاتفاق على توثيق التعاون في مجالات أمن البيانات، الاتصالات الراديوية، وإدارة الطيف الترددي. خطوة تعكس وعيًا مشتركًا بخطورة المرحلة وضرورة بناء تحالفات رقمية قادرة على مواجهة التحديات العابرة للحدود.
■ زروقي: نبني شراكة رقمية ذات سيادة
وفي تعليقه على الحدث، وصف الوزير زروقي العلاقات بين الجزائر وإيطاليا بأنها تمر بمنعطف استثنائي، مؤكّدًا:
“نحن لا نوقّع على ورق، بل نرسم ملامح نموذج رقمي متكامل يعكس سيادة البلدين ويخدم مصالحهما الاستراتيجية في زمن تتحكم فيه التكنولوجيا بمصائر الشعوب”.
وختم زروقي بالتشديد على ضرورة تحويل هذه المذكرة إلى خطوات عملية على الأرض، مؤكدًا التزام الجزائر التام بتنفيذ مضامينها بما يضمن فاعليتها واستمراريتها.