معدن نادر بصحراء الجزائر يكشف أسرارا لكنوز الذهب!

توصل فريق من الباحثين الجزائريين إلى اكتشاف علمي قد يغير مستقبل التنقيب عن الذهب في الجزائر، بعد أن أثبتت دراسة جديدة أن معدن التورمالين، الموجود في قلب صحراء الهقار، يمكن أن يكون مؤشرا موثوقا على وجود احتياطات هائلة من الذهب عمرها 800 مليون سنة.

وقد يفتح هذا الاكتشاف، الذي نشر في مجلة Geochemistry، الباب أمام آفاق واعدة في مجال استغلال الثروات المعدنية بالجنوب الجزائري.

وكان الاعتماد التقليدي في التنقيب عن الذهب يرتكز على مؤشرات مثل عروق الكوارتز، السلفرات، والشقوق الجيولوجية العميقة. لكن الدراسة الجديدة، التي قادتها الدكتورة إسمهان شاووش من قسم الجيولوجيا بجامعة العلوم والتكنولوجيا هواري بومدين، تسلط الضوء على التورمالين كمؤشر جديد قد يعزز فعالية البحث الجيولوجي.

وقام الفريق العلمي بتحليل عشرات العينات من مناطق “أسوف ميلين”، “سلدرار”، و”إدريسي”، الواقعة ضمن ما يعرف بـ”منطقة القصور الزلزالية إيسكل” في صحراء الهقار. وهي المنطقة التي تعد من أقدم وأعقد التكوينات الجيولوجية في شمال إفريقيا، حيث تعود نشأتها إلى الفترة البانافريقية منذ حوالي 800 إلى 540 مليون سنة، عندما اصطدمت القارات القديمة وشكلت سلاسل جبلية عميقة.

وباستخدام أدوات تحليل دقيقة مثل المجهر الإلكتروني وتقنيات التحليل الطيفي، تمكن العلماء من تحديد نوع معين من التورمالين يدعى شورل، وهو غني بالحديد ثلاثي التكافؤ.

هذا النوع بالذات تبين انه أنه مرتبط بشكل مباشر بتواجد الذهب، ما يجعل وجوده دليلا على بيئة مثالية لترسيب المعدن النفيس.

واستندت الدراسة أيضا إلى بحوث سابقة أُجريت في دول مثل كندا والبرازيل والصين وبوركينا فاسو والكاميرون، والتي أكدت نفس العلاقة بين التورمالين والذهب. لكن التوثيق العلمي في السياق الجزائري يعطي لهذا الاكتشاف وزنا استراتيجيا.

يبقى أن استغلال هذه النتائج بشكل فعال، قد ينقل الجزائر نقلة نوعية في مجال استكشاف الثروات المعدنية، خصوصا في ظل ارتفاع الطلب العالمي على الذهب. كما قد يساهم ذلك في تعزيز اقتصاد الجنوب واستقطاب الاستثمارات في مجال التعدين.

@ آلاء عمري