فجّرت النجمة العالمية الشهيرة من أصل جزائري، إيزابيل عجاني في اعتراف صادم يكشف عن عمق المعاناة التي عاشها الجيل المهاجر في فرنسا، قنبلة إعلامية خلال مقابلة مع صحيفة “libération”، حيث كشفت عن الطريقة المهينة التي عاش بها والدها الجزائري في فرنسا، مجبرا على “الاختباء” ليتحدث بلغته الأم داخل شقته في حي شعبي بالعاصمة باريس.
وقالت عجاني، التي تزور مهرجان أفينيون المسرحي، إن والدها، القادم من مدينة قسنطينة الجزائرية، كان يتحدث العربية سرا، خائفا من نظرة المجتمع الفرنسي الذي لا يزال يعتبر كل ماهو جزائري دخيل عليهم وجريمة “كان يتحدث بالعربية بالهاتف وهو مختبئ”، قالتها بمرارة، لتضع إصبعها على جرح عميق، وهو جرح الهوية المسلوبة، والاندماج القسري الذي فرضته فرنسا على المهاجرين من مستعمراتها السابقة.
وأضافت الممثلة أن اللغة العربية، رغم كونها “لغة والدها”، لم يكن مسموحا لها أن تتعلمها أو تتحدث بها في المنزل، بل كانت الفرنسية بلهجة المستعمر هي اللغة الوحيدة “المعترف بها” في البيت.
هذا التصريح وحده كاف ليكشف مدى العنف المعنوي الذي مارسته فرنسا ، ليس فقط على الجسد الجزائري، بل على الذاكرة واللسان والهوية.
والمفارقة المرة أن عجاني تدلي بهذه التصريحات في وقت يحتفي فيه مهرجان أفينيون باللغة العربية كلغة ضيفة، في خطوة رمزية لمحو ما لا يمكن محوه. ففرنسا التي تدعي اليوم “التسامح الثقافي” على المسارح، هي ذاتها التي فرضت “الإبادة اللغوية” في منازل المهاجرين.
وأدانت النجمة من أصول جزائرية من خلال تصريحاتها، بصراحة سياسات فرنسا “الاندماجية” التي كانت في حقيقتها مشاريع إذابة قسرية للهوية. فكم من الآباء العرب، والمغاربيين تحديدا، أخفوا لغتهم عن أبنائهم، خوفا من التنمر أو الرفض أو العقاب الاجتماعي.
@ آلاء عمري