أعلنت ولاية المدية في خطوة وصفت بالصارمة والوقائية، عن قرار رسمي يقضي بحظر استخدام وتوزيع المايونيز وجميع أنواع الصلصات المحضرة يدويا داخل مختلف المطاعم والمؤسسات الغذائية، وذلك طوال فصل الصيف.
ويشمل القرار كل من محلات الوجبات السريعة، المطاعم، الحلويات، قاعات الحفلات، والباعة المتجولين، في مسعى جاد لحماية صحة المواطنين خلال موجات الحر القاسية التي تجتاح البلاد.
وجاء القرار، جاء نتيجة تزايد المخاوف من ارتفاع حالات التسمم الغذائي، لا سيما أن ارتفاع درجات الحرارة يشكل بيئة مثالية لتكاثر البكتيريا في الصلصات التي تحتوي عادة على البيض والزيوت وتحضر في ظروف تفتقر غالبا إلى المعايير الصحية اللازمة.
وتضمن نص القرار، في مادته الثانية، حظرا قاطعا على تقديم هذه المواد للمستهلكين، فيما نصت المادة الثالثة على فرض عقوبات صارمة للمخالفين تشمل مصادرة وإتلاف المنتجات المخالفة، إضافة إلى إغلاق المحل لمدة عشرة أيام.
وليست المدية أول ولاية تتخذ هذا الإجراء، فقد سبقتها ولاية سطيف مطلع جويلية الجاري، حينما أصدرت مديرية التجارة قرارا يمنع استعمال المايونيز “المنزلية” في جميع مؤسسات الإطعام.
وجاء تبرير ولاية سطيف واضحا، بأن المايونيز المنزلية تمثل خطرا كبيرا بسبب احتوائها على مكونات قابلة للتلف السريع في الحرارة، ما يعزز فرص حدوث تسممات غذائية جماعية.
وتندرج هذه الإجراءات في إطار حملة وطنية أوسع تهدف إلى تشديد الرقابة على المواد القابلة للتلف وضمان توفير شروط النظافة داخل المؤسسات الغذائية، خاصة خلال فصل الصيف الذي يشهد سنويا ارتفاعا ملحوظا في حالات التسمم.
وينتظر أن تحذو ولايات أخرى حذو المدية وسطيف، وسط دعوات لتعزيز ثقافة الوقاية والرقابة الذاتية لدى أصحاب المطاعم والمستهلكين على حد سواء، في مواجهة تهديدات صحية تتفاقم بفعل التهاون وسوء التخزين.
وفي ظل هذا السياق، يبقى وعي المستهلك والتزام أصحاب المحلات بالمعايير الصحية، خط الدفاع الأول أمام آفة التسمم الغذائي التي لا تزال تحصد عشرات الضحايا كل صيف في الجزائر .
@ آلاء عمري