تم السبت، تزكية منذر بودن، بالإجماع، أمينا عاما جديدا لحزب التجمع الوطني الديمقراطي “الأرندي”، خلفاً لمصطفى ياحي، وقد تم تزكية الأمين العام الجديد في أشغال المؤتمر الـ7 للحزب الذي انعقد بالمركز الدولي للمؤتمرات “عبد اللطيف رحال” بالجزائر العاصمة.
ويُعد بودن وهو دكتور في الصيدلة، من أبرز القيادات الشابة في صفوف “الأرندي”، حيث تدرّج في المسؤوليات داخل هيئات الحزب في المكتب الولائي بميلة أو على المستوى الوطني في وقت لاحق، وفاز بودن بمقعد في الانتخابات التشريعية سنة 2021 ويتولى حاليا منصب نائب رئيس المجلس الشعبي الوطني.
وفي كلمته بالمناسبة، قال منذر بودن ، الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي، إن هذه الثقة مسؤولية نتقاسمها جميعًا قيادةً وقواعدَ، مناضلين ومناضلات، لا امتيازا شخصيا بل تكليفًا وطنيًا في لحظة مفصلية من تاريخ الحزب والبلد، ليحيي بعدها وبكل فخر واعتزاز أكثر من 2500 مندوب حضروا هذا المؤتمر الوطني السابع، وهو الأكبر عددًا منذ التأسيس والأكثر تمثيلا للشباب في تاريخ الحزب.
وقال بودن: “لقد تجاوزت نسبة الشباب المشاركين 34%، أي أكثر من 800 مناضل ومناضلة من مختلف الفئات: منتخبون محليون ووطنيون، طلبة، إعلاميون، رؤساء بلديات ومجالس ولائية، أعضاء ناشطون في المجلس الأعلى للشباب والمرصد الوطني للمجتمع المدني”، وتابع: “هذا ليس مجرد رقم، بل تحول نوعي يجسد ولادة جديدة لحزب متجدد يؤمن بأن الشباب ليسوا مجرد جمهور مستهدف، بل شركاء حقيقيون في البناء”.
ونوه “وإن هذا الحضور الشبابي الكثيف هو ثمرة لرؤية إصلاحية واعية أطلقها رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، الذي جعل من الشباب محورًا مركزيا في مشروع الجزائر الجديدة، من خلال إصلاحات دستورية وتشريعية كرّست التمكين للشباب، وأعادت الاعتبار لمكانتهم في المؤسسات”.
كما وجه الأمين العام الجديد للأرندي تحية وفاء وامتنان لرئيس الجمهورية، حارس الإرادة الشعبية وضامن السيادة الوطنية والرافع للواء التغيير المؤسساتي الهادئ والمسؤول، وأضاف: “إن مؤتمرنا هذا المنعقد تحت شعار “معًا.. رؤية وإنجاز”، هو أكثر من حدث تنظيمي.. إنه إعلان نية سياسية واضحة”. “نريد حزبًا يعمل بفكر جماعي ويتحرك برؤية مشتركة ويُنجز بروح موحّدة”.
وفي هذا السياق، أكد بودن أن التجمع الوطني الديمقراطي لا يريد أن يكون حزب ولاء أعمى ولا حزب تعالٍ واستعلاء، بل حزب تلاقي وتوافق يخاطب جميع الجزائريين، بما فيهم من يختلفون معه دون أن يدير ظهره للدولة، بل يرافقها، ينصحها ويقف معها وقت الشدة.
وأشار الأمين الجديد إلى تأسس الحزب سنة 1997 كان في لحظة وطنية دقيقة، وكانت مهمته الأساسية حماية الدولة وإنقاذ الجمهورية. واليوم، في عالم مضطرب تعصف به الحروب وتعاد فيه تشكيل خرائط النفوذ، نؤكد أن دور التجمع يجب أن يتطور ليواكب تحولات الدولة والمجتمع، ويساهم في صياغة رؤية وطنية مستقبلية طموحة.
وأضاف: “إن السياق الدولي الراهن، بما يحمله من تحديات أمنية وجيوسياسية خطيرة يفرض علينا أن نحافظ على خطنا الثابت: “لا حريات بلا دولة ولا دولة بلا حريات”. ونحن مع تعزيز بناء دولة قوية باقتصادها، مهابة بجيشها، دولة عصرية تضمن الحريات وتصون السيادة الوطنية، دولة قوية بمبادئها ومواقفها، تدافع عن الشعوب الضعيفة والمقهورة والمظلومة، وفي مقدمتهم الشعب الفلسطيني والشعب الصحراوي.
وأكد منذر بودن أن التجمع يقف سندا قويا داعما للدبلوماسية الجزائرية تحت قيادة رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، في مواقفها القوية والمشرفة المدافعة عن القضايا العادلة في العالم، وثمن عاليا سياسة عدم الانحياز التي تتبناها الجزائر في ضبط علاقاتها وشراكاتها مع الدول، مجددا مطالب التجمع اليوم قبل أي وقت مضى بالمساهمة في تعزيز اللحمة الوطنية وتقوية الجبهة الداخلية لنواجه معا الرهانات ونكسب التحديات التي تواجه بلدنا.
كما أعرب عن تثمين الأرندي بقوة المكاسب الاقتصادية والاجتماعية التي حققتها الجزائر وتحققها بسواعد أبنائها المخلصين، وتحت قيادة وتوجيه من رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، مؤكدا بأنه كان وسيظل السند القوي للدولة ومؤسساتها في مواصلة مسار البناء والتطور والازدهار، كما حيا أفراد الجيش الوطني الشعبي وكافة الأسلاك الأمنية، الأعين الساهرة على حماية الجزائر من كل المخططات والدساس الخبيثة، وضمان الأمن والاستقرار والحفاظ على الوحدة الوطنية .
وأشار الأمين العام ذاته، إلى أن الجميع اليوم يتقاسم مسؤولية مشتركة مهمة في سبيل رسم المعالم الكبرى للتجمع الوطني الديمقراطي خلال المرحلة المقبلة، وعلى هذا الأساس فإننا ـ يؤكد بودن ـ سنشرع فورًا بعد هذا المؤتمر في حملة وطنية لإعادة الهيكلة التنظيمية والفكرية للحزب، بما يعزز حظوظنا في الاستحقاقات القادمة، ويعيد للحزب دوره المحوري في المشهد السياسي في بلادنا، كما سنعمل على تعزيز استقطاب الشباب بشكل واسع في الحزب، وسنعمل أيضا على أن يتحول حزبنا إلى مختبر حقيقي للأفكار السياسية، جسر بين الأجيال لا حاجزًا بينها، وكذا فضاء ديمقراطي يعبر عن التطلعات الحقيقية للشعب الجزائري.
وتعهد بودن بأن لا يكون التجمع قوة عدد فقط، بل قوة اقتراح. ولن يكون صدى للسلطة بل شريكًا وطنيًا ناصحًا. ولن يكون حزب المناسبات بل حزب المراحل والتحولات، كما سيظل حزب الدولة لا حزب الحكم، وصوت العقل وجسر التوافق وملتقى الكفاءات.
واختتم الأمين العام الجديد لحزب التجمع الوطني الديمقراطي، بالقول: “فلنجدد التزامنا، ولنعد بناء الحزب الذي نحبه، لا على صورة الماضي، بل على مقياس المستقبل.