آخر الأخبار

الآن فقط | الكاشير المدخن والحقيقة المحروقة

شارك
بواسطة محمد،قادري
صحفي جزائري مختص في الشأن السياسي الوطني و الدولي .
مصدر الصورة
الكاتب: محمد،قادري

عمود يومي | الآن فقط

الجزائر الآن _ في أقل من دقيقتين، تحوّل منتج غذائي جزائري إلى “متّهم بالسرطان”، وتحول مدير شركة إلى هدف مفتوح للتشهير، وتحولت المؤثرة جيهان براهمية إلى ما يشبه “جمعية حماية المستهلك” غير المعتمدة.

الفيديو انتشر بسرعة، مستفيدًا من عنصر الصدمة: “قشرة الكاشير مسرطنة!”

لا وثائق، لا تحاليل، لا مصدر. فقط انطباع شخصي على المباشر، وكاميرا موجهة إلى منتج معروف.

لم يكن هذا رأيًا، بل كان حكمًا تنفيذياً: تشويه منتج بضغطة بث.

ردّ المدير لم يكن تقنيًا ولا دبلوماسيًا. بدا غاضبًا، ولم يتوقف عند الدفاع عن منتجه، بل فجّر ما كان غائبًا عن الفيديو:

محاولة ابتزاز واضحة سبقت تلك النصيحة الغذائية الموقعة باسم “مؤثرة”

هذه المعلومة وحدها كافية لتغيير زاوية النظر نحو القضية.

لسنا أمام فاعلة خير تحذر المستهلكين، بل أمام مؤثرة حاولت فرض إشهار بالقوة، وعندما رفض العرض، جاء الانتقام: تشويه في بث على الأنترنت.

رئيس جمعية حماية المستهلك مصطفى زبدي دخل على الخط، ليعلن دعمه الصريح لشركة بلاط ومهاجمة المؤثرة التي أصبح اسمها الأكثر تداولا رغم أنّه لم يكن يعرفها إلا القليل من متابعيها، حيث اعتبر تصريحاتها لا تعدو أن تكون محاولة للانتقام بتشويه سمعة مؤسسة وطنية، مؤكدا أنّ ابتزاز المؤسسات الوطنية سلوك الجبناء والمرتزقة، وأنهى زبدي تعليقه المنشور على “فايسبوك” بعبارة “انتظرونا قريبا..”، فماذا سيكشف؟ حتى تزيد القصة إثارة..

سيناريو الحادثة وتفاصيلها الصغيرة جعلت المتابعين، وبشكل تلقائي، ينحازون إلى المدير، لأن ما بدا في البداية كـ”نصيحة” انقلب إلى نموذج فجّ للابتزاز الرقمي.

ليست القضية في منتج غذائي، بل في طريقة تصفية الحسابات عبر وسائل التواصل.

هكذا يُدار الرأي العام اليوم: وسائل التواصل الاجتماعي بدل المحكمة، والشكوى تُرفع للجمهور لا للسلطات، والبراءة لا تهم… يكفي أن تكون القشرة “غير مطبوخة” إعلاميًا.

شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا