الجزائرالٱن _ سلمت فرنسا، اليوم الخميس، آخر قواعدها العسكرية في السنغال، معلنة رسميًا نهاية وجود عسكري امتد لأكثر من ستة عقود، في مشهد يعكس التراجع المتسارع لنفوذها في القارة الإفريقية.
■ انسحاب بطعم الانكسار
المعسكر المعروف باسم “غي”، الواقع في منطقة “أواكام” بالعاصمة داكار، كان يضم مركز قيادة مشتركًا ووحدة للتعاون الإقليمي. وعلى الرغم من محاولة باريس تسويق وجود قواتها هناك على أنه جزء من شراكة أمنية، فإن مشهد التسليم بدا أقرب إلى إعلان هزيمة ناعمة لا تُقال.
■ مسار أفول بدأ من الساحل
المغادرة من السنغال ليست سوى حلقة جديدة في سلسلة انسحابات فرنسية متلاحقة من مالي، بوركينا فاسو، النيجر، إفريقيا الوسطى، وحتى تشاد، وهي دول كانت إلى وقت قريب تعتبرها باريس مجالًا استراتيجيًا مغلقًا. وقد تحولت الخريطة العسكرية الفرنسية في إفريقيا إلى فسيفساء من قواعد معزولة، في انتظار قرارات مماثلة في كل من الغابون وكوت ديفوار.
■ جيوب متبقية… إلى حين
بخروجها من السنغال، تكون فرنسا قد أغلقت إحدى أقدم قواعدها في غرب إفريقيا، في وقت لم يتبق فيه من وجودها العسكري سوى قاعدة جيبوتي، شرق القارة، والتي تحاول باريس أن تُقدمها على أنها دليل على استمرارية الحضور، لا على عزلته.
■ تغيّر المزاج الإفريقي
منذ انتخابه، عبّر الرئيس السنغالي الجديد بصيرو ديوماي أفاي عن موقف حاسم تجاه إنهاء الوجود العسكري الأجنبي، في تناغم مع موجة إفريقية آخذة في الاتساع ترفض منطق الوصاية والشراكة غير المتكافئة. وبخلاف التطمينات الفرنسية، فإن واقع الميدان يشير إلى أن إفريقيا تعيد ترتيب أوراقها وفق رؤى وطنية أكثر جرأة واستقلالية، تاركة القوى الاستعمارية السابقة في موقع الدفاع الدائم عن دور لم يعد مرغوبًا فيه.