آخر الأخبار

الجزائر تحاكم مجلس الأمن أخلاقيًا: العجز عن وقف المجازر وصمة عار في جبين الإنسانية

شارك
بواسطة محمد،قادري
صحفي جزائري مختص في الشأن السياسي الوطني و الدولي .
مصدر الصورة
الكاتب: محمد،قادري

الجزائرالٱن _ في كلمة مدوّية أمام مجلس الأمن الدولي، عرّى نائب المندوب الدائم للجزائر لدى الأمم المتحدة، توفيق العيد كودري، صمت المجتمع الدولي وازدواجية معاييره تجاه العدوان الصهيوني المتواصل على الشعب الفلسطيني وسوريا. الجزائر، التي لم تُهادن يومًا في مواقفها الثابتة، جددت على لسان ممثلها إدانتها القاطعة للاعتداءات الصهيونية على السيادة السورية، ورفضها المطلق لكل الممارسات التي تهدد استقرار المنطقة وتغذي دوامة العنف.

■ غزة لا تعرف إلا الموت.. والاحتلال يراهن على كسر إرادة شعب لا يُكسر

قال كودري بصراحة مؤلمة إن غزة “لا تعرف إلا الموت”، واصفًا ما ترتكبه قوات الاحتلال بأنه فنّ ممنهج في قتل الفلسطينيين بدمٍ بارد، ضمن سياسة تهدف إلى إفراغ الأرض من أهلها. لكنه شدد على أن هذا “الاحتلال المغذّى بجنون القوة” واهمٌ إن ظنّ أن بإمكانه كسر إرادة شعب صامد، أو أن عجلة التاريخ يمكن أن تعود إلى الوراء.

■ مجلس الأمن تحت المجهر: فشل أخلاقي لا يغتفر

لم يكتفِ كودري بالإدانة، بل وجّه صفعة مباشرة إلى مجلس الأمن نفسه، قائلاً إن عجزه عن اتخاذ أي موقف رادع، رغم الاجتماعات المتكررة، لا يُعدّ تخاذلًا فحسب، بل “فضيحة أخلاقية وإنسانية” موصوفة، في وقت تُسفك فيه الدماء بلا توقف. الجزائر، التي طالما نادت بالعدالة، ترفض أن يتحول المجلس إلى منصة للبيانات العقيمة والبيانات المتوازنة الزائفة.

■ أرقام الأونروا تفضح مجزرة مستمرة.. وقتل الأطفال ليس “ضررًا جانبيًا”

هاجم الدبلوماسي الجزائري بشدة من يبررون المجازر الصهيونية ضد المدنيين، متسائلًا: “أي منطق هذا الذي يُبرر قتل الأطفال بوصفهم أضرارًا جانبية؟”. واستشهد بإحصائيات وكالة الأونروا التي تؤكد أن الاحتلال يقتل كل يوم صفًّا دراسيًا كاملًا من الأطفال منذ 7 أكتوبر 2023، وهي أرقام لا يمكن إلا أن تُصنَّف ضمن جرائم الحرب والإبادة.

■ المستشفيات تُقصف عمدًا.. والنظام الصحي ينهار تحت نيران الاحتلال

فضح كودري تبريرات الاحتلال لاستهداف المستشفيات بوصفها “مراكز قيادة”، مؤكدًا أن هذه الذرائع تسقط أمام تقارير منظمة الصحة العالمية التي تثبت أن ما يجري هو اعتداء متعمّد على المرافق الطبية، أدى إلى انهيار شبه تام للنظام الصحي في غزة، وتحويل أماكن الاستشفاء إلى ميادين للموت.

■ المساعدات تتحول إلى مصائد موت.. وجرائم تُرتكب أمام أعين العالم

في واحدة من أكثر النقاط إثارة للرعب، كشف المندوب الجزائري أن نقاط توزيع المساعدات أصبحت مصائد موت، تُستهدف عمدًا، وتحولت المساعدات ذاتها إلى “أداة تهجير لا وسيلة إنقاذ”، وهو ما يبرز الطبيعة الإجرامية للعدوان وسعيه الدؤوب لإفراغ القطاع من سكانه.

■ دعوة صريحة لتحقيق دولي ومحاسبة جنائية

اختتم كودري كلمته بنداء إنساني صارخ: “من لم تهزّه هذه المجازر، فليسأل إنسانيته إن كانت لا تزال حيّة”، داعيًا إلى وقف فوري لإطلاق النار، وإطلاق تحقيق دولي مستقلّ، مع محاسبة كل من تورط في هذه الجرائم التي وصفها بوضوح بأنها “تطهير عرقي، إبادة جماعية، وجرائم ضد الإنسانية”.

واختزل فظاعة المأساة في عبارة مؤلمة: “أجساد تموت من العطش قبل أن تموت بالقذائف والرصاص، وأطفال يولدون بلا طفولة ويموتون بلا قبور”.

شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا